الأحد، 31 يناير 2016

هربت جميع المشاعر

كان هناك جزيرة تعيش عليها جميع المشاعر معاً

و في احد الايام هبت عاصفة شديدة .. وكانت الجزيرة على وشك الغرق..

كل المشاعر كانت خائفة جداً.. ما عدا الحب كان مشغولاً بصنع قارب للهرب..

و بعد الانتهاء من صنع القارب.. صعدت جميع المشاعر على متنه.. باستثناء شعور واحد ..
نزل الحب ليرى من هو..

لقد كان العناد..

حاول معه الحب.. و حاول.. و لكن العناد لم يكن ليتحرك في الوقت الذي كانت فيه المياة ترتفع اكثر و اكثر..

الجميع طلب من الحب ان يصعد القارب و يترك العناد..

ولكن الحب خُلِق ليُحب..

في النهاية هربت جميع المشاعر و لكن الحب مات مع العناد على الجزيرة..

لذا فالعناد يقتل الحب دوماً ..


اذن لما لا نمسح من قائمة المشاعر شعور العناد ..

ندفنه قبل ان نبدء مشوار الحب..

نحتوي من نحب بالحب

و نترك العناد لمن لا يبحث عن الحب

الثلاثاء، 26 يناير 2016

خمسة عشر يوماً بلا رفيق


عجباً!! .. إن صندوق البريد الخاص بجارتي قد امتلأ بالخطابات، كما أن صندوق الجرائد بجوار بابها قد امتلأ هو الآخر. تُرى ماذا حدث لجارتي؟! .. هكذا حدَّثت نفسها الجارة الشابة وهي تحاول أن تتذكر آخر يوم رأت فيه جارتها العجوز .. نعم. نعم. منذ أكثر من أسبوعين رأيتها تغادر شقتها في زيارة لسيدة مريضة.

أسرعت الشابة تدق باب جارتها دقات متوالية قوية دون جدوى، وهكذا كان لا بد لها أن تُخطر الشرطة للتحقق من الأمر.

حضرت في الحال قوة من الشرطة واضطرت إلى كسر باب الشقة .. وبالداخل كانت السيدة الوقورة نائمة على سريرها وقد فارقت الحياة، وعلى وجهها مسحة هادئة من السلام والدعة. وكان التقويم الموجود بجانب سريرها يعلن آخر يوم في حياتها، وكان يسبق ذلك اليوم بثلاثة أيام.

أمسك الضابط التقويم وألقى عليه نظرة، فوجد مكتوباً على جميع الصفحات التي تسبق يوم الوفاة بأكثر من خمسة عشر يوماً، هذه الكلمات:
"لا يوجد زائرون اليوم"

تأسف الرجل في قلبه قائلاً: هذه السيدة عانت من الوحدة والألم مدة خمسة عشر يوماً كاملة دون رفيق أو معين وهي في أشد الاحتياج إلى شخص يرافقها ويقدم لها يد العون والمساعدة، غير أن أحداً من الأصدقاء لم يفكر في زيارتها.

وفي اليوم التالي حضر هذا الضابط حفل الوداع الأخير لهذه السيدة، وكم كانت دهشته كبيرة عندما قام عدد كبير من الأصدقاء فذكرواً كم كانت هذه السيدة لا تأل جهداً في زيارة المرضى وافتقاد اليتامى والأرامل. كم قدمت، كم بذلت من مالها وجهدها ووقتها ... كثيرون تكلموا، لكن لم يذكر أحد منهم أنه هو زارها أو قدم لها يد المعونة عندما كانت في أشد الاحتياج إليها.

أخي المؤمن .. "الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم" .. تذكَّروا دائماً أن كلمات المُجاملة لا تجدي نفعاً، فالمحبة الحقيقية تظهر في تضحية حقيقية من الوقت والجهد ومن المال أيضاً، وإلا فإننا في واقع الأمر أنانيون وغير مُحبين، حتى ولو كانت كلماتنا تفيض رقة وحناناً. الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم ( يع 1: 27 )

السبت، 23 يناير 2016

أبي يأكل بسكويتاً محروقاً

عندما كنت صغيرا اعتادت أمي أن تحضر فطوراً مميزاً من وقت لآخر، ومازلت أتذكر تلك الليلة بالتحديد بعد يوم طويل ومرهق في العمل ، في تلك الأمسية وضعت أمي طبقا من البيض و النقانق والبسكويت المحروق على طاولة امام ابي أتذكر أنني انتظرت لأرى ان كان أي شخص قد لاحظ ما لاحظته ، ولكن كل ما فعله أبي كان التقاط بسكويتة والابتسام لأمي ثم سألني كيف كان يومي في المدرسة؟؟
لا أذكر بالتحديد ما أخبرته تلك الليلة ولكني أذكر تماما كيف شاهدته يضع الزبدة والمربى على البسكويت و يأكل كل لقمة منه عندما غادرت الطاولة في تلك الليلة أذكر أني سمعت أمي تعتذر لأبي عن البسكويت المحروق وكل ما قاله لها : عزيزتي أنا أحب البسكويت المحروق.
في وقت لاحق من تلك الليلة ذهبت لأقبل أبي وأتمنى له ليلة سعيدة وسألته ان كان حقا قد أحب البسكويت المحروق فأخذني في حضنه و قال لي إن أمك واجهت يوما شاقا في العمل اليوم ،وأنها حقا متعبة بالاضافة الى أن القليل من البسكويت المحروق لن يضر أحداً فالحياة مليئة بأشياء وأناس غير مثاليين. فأنا لست الأفضل في كل شيء تقريبا وانا أفعل الأخطاء أيضاً فكثير ما أنسى أن اهنئ الناس في مناسباتهم الخاصة مثلاً

العبرة
ما تعلمته بمرور الزمن هو تعلم تقبل أخطاء بعضنا البعض وهذا هو واحد من أهم المفاتيح لنماء العلاقات والمحافظة عليها
ثق دائما بالله لأنه في النهاية هو الوحيد الذي بإمكانه ان يمنحك علاقة يكون فيها البسكويت المحروق ليس المدمر لها

ميل جيبسون .. رجل بلا وجه

بينما كان عائداً من عمله فى السيرك فى أحدى الليالى هجم عليه مجموعة من اللصوص فحاول مقاومتهم و لكنهم ضربوة بشدة حتى وقع على الأرض فانهالوا عليه رفصاً باحذيتهم حتى غاب عن الوعى فشعروا أنه مات و تركوه و لكن لاحظ البوليس بعد ذلك وجوده و نقلوه إلى المستشفى حيث تم أسعافه ولكن وجهه صار مشوهاً جداً ..

رفضت جميع الشركات قبوله لأجل وجهه المشوه حتى ياس من حياته و حاول الأنتحار . و عندما كان يمر مرة بجوار إحدى الكنائس دخل فيها و لاحظ القس حزنه فجلس معه يشجعه و قال له ((ان اّمنت بالسيد المسيح يستطيع أن يشفيك و يغير حياتك )) فصلى إلى الله بإيمان و بدأ يواظب على حضور الكنيسة و يطلب رحمة الله .

أرشد الله القس إلى طبيب مشهور تحدث معه و قبل أن يعمل له عمليات تجميل مجاناً , ونجحت العملية باعجاز لم يكن يتوقعه احد حتى عاد إليه جمال وجهه , فشكر الله وعاش فرحاً وعمل بإحدى الشركات وتزوج , ثم عمل بالتمثيل و صار هذا الممثل الشهير (((ميل جيبسون ))) الذى قدم حياته فى فيلم
((رجل بلا وجه))
و أخرج فيلمه
(((اّلام السيد المسيح))) ..

+ أن كانت هناك مشاكل صعبة تواجهك , ولكن ثقتك بالله تدفعك فى صلوات كثير تطلب حلها حتى يمد يده بمعجزات لا تتوقعها , بل ان المشاكل الكبيرة هى فرحته لأختبار عمل الله بشكل قوى لا يكن أن تنساه و يشجعك على حياة افضل و خدمات كبيرة تقدمها له . + لو تعقدت المشكلة أو أستمرت مدة طويلة فلا تيأس لأن الله قادر أن يقدم حلاً لا يمكن ان تتوقعه ويفوق كل حل اّخر + و عندما تجد المشكلة بلا حل إبحث لعل الله ينتظر منك شيئاً تقدمه له مثل التوبة على خطية او صنع خير مع أنسان و يكون هذا هو السبب فى تعطيل حل مشكلتك

الثلاثاء، 19 يناير 2016

تاجر الجمال

تقدم تاجر بشكواه إلى القاضي فقال (أن جاري يعمل تاجر للجمال، ولظروف مرضي أعطيته بضاعتي ليبيعها، وبالفعل قام الجمال ببيع البضاعة واستلم قيمتها وأنكر كل شيء، حتى أنه ينكر معرفتي تماما وينكر ـنه جمال يتاجر في الجمال بعد أن ارتدى أفخر الملابس
فلما سمع القاضي أقوال الرجلين حار في كيفية إظهار الأمر، وأخيراً أمرهما بالإنصراف وكأنه فشل في إظهار الحق। ولما ابتعدوا عنه قليلاً صاح بملء فمه "يا جمال" وإذا بالجمال ينظر وراءه في الحال !! وهنا انكشف الأمر فحكم عليه برد بضائع الرجل وطرحه في السجن

أننا قد نلبس ملابس الملوك ولكن هذه لا يمكنها أن تخفي أخلاقنا الحقيقية فأنها ستظهر أمام الملأ مهما اجتهدنا في اخفائها !! فتذكر أن عين الله تخترق أستار الظلام ।

الأحد، 17 يناير 2016

ابنك هيعيش

في احدي القرى الفقيرة كانت هناك أرمله مسكينة مصدر رزقها الوحيد بقرتها التي كانت تحلبها وتصرف من ثمن حليبها علي نفسها وعلي ابنها الذي لا يتعدي العاشرة من عمره
كان ابنها يلعب خارج المنزل بالكرة وأثناء لعبه كانت هناك سيارة كبيرة ترجع إلي الخلف
ولم يشاهده السائق أثناء رجوعه بسيارته النقل العملاقة .. فدهسه ولم يتوقف إلا بعد سماع صريخ الناس وهي تقول له توقف توقف
نزل السائق من سيارته في نفس الوقت التي خرجت فيه الأم الارمله لتري ما سر هذا الصريخ الذي ينتاب القرية

فتجد صغيرها ملقي بجوار السيارة ولا يتحرك والدماء تنزل من كل جسمه
صرخت الأم علي صغيرها وأسرعت وأخذته في أحضانها وظلت تبكي وتصرخ
اخذ أهالي القرية هذه السيدة وابنها وركبوا مع سائق السيارة النقل وأسرعوا إلي المستشفي
وفور وصولهم أخذهم الطبيب إلي العناية المركزة لخطورة ألحاله
ظلت الأم تبكي علي صغيرها وهي لا تعلم هل سيفارق الحياة أم سيكمل حياته معها وستراه عندما يكبر ويتخرج من كلية الهندسة وتحضر زفافه
وبعد دقائق قصيرة يقاطعها الطبيب بخروجه قائلا لها .. ابنك حالته خطيرة وعنده نزيف داخلي وتهتك في عظام الجمجمة ونسبة نجاح العملية ضعيف .. ولكننا اتصلنا ببعض الأطباء المتخصصين وبعد نصف ساعة من الآن سنجري له العملية

كانت تجلس في احد أركان المستشفي سيده عجوز ابنها كسرت قدمه أثناء العمل وكان بنفس المستشفي
قأقتربت العجوز من الأرملة وقالت لها ... يوجد بجوار المستشفي كنيسة كبيرة بها كاهن اسمه أبونا بيشوي
معروف عنه انه بركه وصلاته مسموعة من الله
وعندما أتيت هنا بأبني كان يزور احد أقاربه وصلي لأبني وهو الآن بحالة جيده
اذهبي إليه واطلبي منه أن يصلي لأبنك

في هذا الوقت كانت كل الكنائس تستعد للمهرجانات الكرازة وكانت كل الكنائس ممتلئة بالشباب
منهم من يحفظ الحان ومنهم من يحضر محاضرات عن دراسة الكتاب ومنهم من يستعد للتمثيل المسرحي

في احدي غرف الكنيسة المجاورة كان هناك فريق تمثيل مسرحي يستعد لعمل مسرحيه عن الكنيسة ودورها في حياتنا
وكان كل فريق العمل موجود ماعدا بيتر الذي كان سيقوم بدور الكاهن
ولم يكن موجود بسبب سفره المفاجئ كي يتمتع بأجازة صيفية مع أسرته في الإسكندرية
فقرر مخرج المسرحية أن يختار أي شخص أخر ليمثل دور الكاهن بدلا منه .. ولكنه لم يجد غير باسم
كان باسم هذا شاب بعيد عن الله .. كان يشرب السجائر وكان لا يحضر القداسات ولا يتناول
معتقدا انه مازال في عمره الكثير .. وسيتوب في الوقت المناسب

وبسبب ضيق الوقت لم يجد المخرج سواه كي يقوم بدور الكاهن فقرر أن يضمه للفريق وأعطاه ملابس كاملة للكاهن كي يرتديها ويقوم بالتمثيل معهم

وعندما ارتدي باسم ملابس الكاهن واخذ الدور المطلوب وبدا بحفظة .. كانت هي نفس لحظة دخول الأرملة إلي الكنيسة كي تسال عن أبونا بيشوي
فقال له احد الخدام أن أبونا بيشوي بعدما انهي القداس غادر الكنيسة
فلم تصدقه الارمله وظلت تصرخ وتقول أريد أبونا بيشوي ابني بيموت أريد أبونا بيشوي ابني بيموت

وظلت تجري تبحث عنه في كل إنحاء الكنيسة حتى دخلت إلي غرفة التمثيل
فوجدت مجموعه كبيرة من الشباب .. فإشارة إلي باسم وقالت لهم هل هذا هو أبونا بيشوي

فأبتسم الجميع في سخرية قائلين نعم هو
فأسرعت إليه وقبلت يداه وقالت له ياابونا ابني بيموت وأنا واثقة انك لو قولت انه هيعيش ربنا هيسمع منك وهيعيش
أرجوك يابونا قولها بلسانك .. قولي ابنك هيعيش
ضحك باسم بسخرية وقال متقلقيش هيعيش

ثم ضحك الجميع علي باسم الذي تقمص الدور
شكرت الأرملة باسم الذي كانت تعتقد انه أبونا بيشوي وقبلت يداه وقبلت قدميه
وقالت له : يابونا

ثم غادرت الكنيسة وذهبت مسرعه إلي المستشفي فلم تجد ابنها داخل غرفة العناية المركزة
بدأت تفقد اتزانها حيث ظنت انه فارق الحياة .. فسأله احدي الممرضات أين الطفل الذي كان في هذه الغرفة
فأجابتها انه نقل لغرفه عادية لان حالته استقرت

فأسرعت إليه ووجدت مجموعه كبيرة من الأطباء داخل الغرفة
فسألتهم هل ابني بخير ؟؟؟
فأجاب الطبيب ابنك حدثت له معجزة .... لقد قمنا بإجراء فحوصات ووضعناه علي جهاز الأشعة خمس مرات ولم نجد في عظامه عظمة واحده مكسورة
أسرعت الأم إلي ابنها وحضنته وقبلته في كل أنحاء جسمه وقالت
بركة أبونا بيشووووي بركة أبونا بشووووووووووي

وسمحت لها أدارة المستشفي بالخروج هي وابنها بعد الاطمئنان انه بخير
فسألت عن العجوز التي قالت لها من البداية عن أبونا بيشوي وبركته مع ابنها كي تشكرها
فقال الطبيب لها لم يوجد هنا امرأة عجوز
فقالت له كيف وأنا تحدثت معها منذ قليل وكانت هنا لأن ابنها كان يعاني بكسر في قدمه
فقال الطبيب لم تدخل لنا أي حالة كسر في قدم منذ أربعة أيام
استغربت الأرملة من هذا الموقف وأسرعت هي وابنها إلي الكنيسة كي تشكر أبونا بيشوي

وفور وصولها الكنيسة هي وصغيرها أسرعت إلي غرفة التمثيل المسرحي ووجدت باسم مازال واقف يقرأ النص
فشكرته وقبلت يداه ونزلت كي تقبل رجله فأبعدها كل الموجودين وقالوا لها ماذا تفعلين هذا ليس كاهن ولكنه زميل لنا يقوم بدور الكاهن في عمل مسرحي جديد لنا

لم تصدقهم الأرملة إلا بعد أن نزع باسم اللحية والشارب من علي وجهه

فقالت كيف هذا ؟؟؟ ومن فعل هذا
فأسرعوا واحضروا لها كرسي كي تستريح هي وابنها
وبعدما حكت لهم عن كل ما حدث من البداية حتى النهاية
انتاب باسم حالة من البكاء قائلا ؟؟؟ هل أنا الخاطي فعلت معجزة مع هذه الارمله القديسة
لست أنا من شفي ابنك ولكن إيمانك هو الذي شفاه
وبكي باسم بكاء مر وقبل يد العجوز وقال لها سامحيني إذا سخرت منك
فقالت له لا تبكي يا ابني فلولاك لكان مات ولدي

(لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ أنتقل فينتقل)

لا تخاف من أي أحداث تمر بها مهما كانت قسوتها وثق أن لك رب حنون
يخاف عليك أكثر مما تخاف علي نفسك .. ولن يرفض طلب نابع من قلبك
كن مؤمن بالله وبعمله في حياتك ويكون إيمانك إيمان حقيقي نابع من قلبك
واترك الباقي علي الله

شمسية ملكة إنجلترا


اشتهرت الملكة ماري ملكة انجلترا بتواضعها ومحبتها
فكانت تتجول بالشوارع بدون حراسة ,
وفجلأة امتلأت السماء بالغيوم وبدأ المطر ينزل
فتوقفت الملكة عند منزل قريب ... وقرعت الباب
ففتحت لها امرأة لم تكن تعرف أنها الملكة
فطلبت منها مظلة ووعدتها أن تعيدها لها في اليوم التالي ..
ترددت المرأة أن تعطيها مظلة جديدة
وأختارت لها من الدولاب مظلة مهلهلة
وفي اليوم التالي ...
كان واحدآ من الحراس يقرع باب المرأة
فأعطاها المظلة القديمة قائلآ " الملكة تعيد لكي المظلة مع خالص الشكر "
وهنا بكت المرأة بشدة
وهي تقول لنفسها " أي فرصة ذهبية كانت لي وأهدرتها .. كيف لم أعط الملكة أحسن ما أمتلك "

صديقي .. صديقتي
ان الرب يسوع يعطينا دائمآ فرصآ ذهبية كهذه
انه يأتيك متخفيآ ..
يصاحب مريضآ في احتياج ...
ومرة أخري خلف فقير يطلب صدقة ...
ومرة ثالثة وراء محروم من الحب والدفء والحنان ...

فماذا ستعطي له .....؟!

الخميس، 14 يناير 2016

الفقير الغنى جدا :


ذهب الطبيب المشهور في ليلة العيد 'بدعوة' إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لحضور قداس العيد.
ما أن وصل الطبيب إلى باب الكنيسة حتى وجد مشهد لفت إنتباهه: أحد رجال الأمن يمنع رجل عجوز من الدخول لحضور القداس. كان الرجل العجوز يلح على رجل الأمن، ولكن دون جدوى، بحجة أنها مناسبة رسمية والدخول لأشخاص معينة. كانت ملامح البؤس واضحة من ملابس ومظهر هذا الرجل . هنا، رق قلب الطبيب لحال هذا الرجل المسكين وتدخل. تكلم الطبيب مع رجل الأمن طالبا منه أن يسمح له بالدخول على مسؤوليته الشخصية بوعد أن يجلس معه في الصفوف الخلفية خلف إحدى عمدان الكنيسة. فنظر الرجل المسكين إلى الطبيب نظرة حانية معبرا له عن شكره العميق ودخل الإثنان وحضرا القداس. وعند الإنصراف قال الطبيب للرجل: 'إنت ساكن فين'، فأجاب الرجل :
' للثعالب أوجرة و لطيور السماء اوكار اما ابن الانسان ليس له اين يسند رأسه'.
هنا قاطعه الطبيب:'إسمح لي أن أكون ابنك، فتعالى معي إلى بيتي نأكل لقمة مع بعض خصوصا إننا في ليلة عيد'. رفض الرجل لأنه لا يريد أن يزعج الطبيب في بيته، ولكن تحت إلحاح الطبيب وافق وذهب معه .
دق الطبيب جرس الباب، ففتحت زوجته والتي كانت في إنتظاره وقد جهزت كل شيء للإحتفال بالعيد وهي مبتسمة وفرحة، ولكن لم تدم فرحتها عندما رأت الرجل العجوز المعدم بملابسه الرثة، فصرخت في وجه زوجها:'إيه الأشكال إلي إنت جايبها دي وداخل بيها علي في ليلة العيد !!'.
أراد الطبيب أن يهدئها، وهو في غاية الخجل من الرجل، ولكنها لم تهدأ، بل زادت في ثورتها وقالت في إنفعال:'ياأنا ياالراجل ده في البيت!!'.
أراد الرجل أن ينصرف لولا أن الطبيب منعه وطلب منه أن ينتظر قليلا. دخل الطبيب إلى المطبخ وأخذ بعضا من الطعام، وخرج وقال لزوجته:''لا أنا و لا الراجل هنفطر معاكى * أنا رايح أفطر فى العيادة ''.
وذهب معه الرجل وهو في غاية الأسف لترك الطبيب منزله ليلة العيد. و دخلوا سويا العيادة التى امام البيت وأخرج الطبيب الطعام الذي حمله من المنزل وهو في غاية الفرح، وطلب من الرجل العجوز أن يمد يده ليأكل، فمد الرجل يده. وهنا إنخلع قلب الطبيب منه وتسمر في مكانه...
فقد رأى الطبيب آثار المسامير في يد الرجل العجوز!!!!
نظر الطبيب إلى وجه الرجل.... فوجد شكله قد تغير تماما. وابتدأ يرتفع عن الأرض إلى فوق وهو يباركه وأعطاه السلام وقال له:'طوباك لأن الجميع إحتفلوا بالعيد أما أنت فاستضفت الرب صاحب هذا العيد 'هل نحن نستقبله ام لا نجعله يدخل أم نغلق امامه الباب لا ندعه يتعشى معنا كما فعلت زوجت الطبيب
كل منا يجيب على نفسه وينتظر ظهور الرب له

الاثنين، 11 يناير 2016

الصاروخ


لم أعرف كيف قادتني قدمي إلى الكنيسة فهذه أول مرة أدخلها منذ شهور ، لكني أعرف لماذا ذهبت لأنه مر علي 15 يوم منذ سمعت ذلك الخبر المشئوم ، خبر حادثة السيارة التي فقدت فيها أبي وأمي . لقد كان وقع الخبر كالصاعقة علي و توالت علي النكبات ، فقد كانت أيام امتحانات ، فرسبت في الامتحان ، وقد كنت أنتظر أن يشملني عمي برحمته و عنايته ولكنه نهب كل أموالي واستولى على شركة أبي و قال لي : إنه سيعطيني المصروف الذي يحدده هو و الذي يجده مناسبا و تعاطف معي زملائي وأصدقائي في الأيام الثلاثة الأولى حيث كان البيت لا يفرغ من المعزين و لكن لأنها أيام امتحانات فقد انصرف الجميع عني و جلست وحيدا في المنزل أشعر أن كل جدرانه حالكة السواد ، هل علمت الآن لماذا قادتني قدماي إلي الكنيسة و كان وقت دخولي هو وقت خدمة مدارس الأحد لفتيان إعدادي ، فجلست على مقربة من أحد الفصول. و هناك وجدت الأستاذ " بيتر " يكلم أولاده عن محبة الله :" لا تخف لأني فديتك ، إذا اجتزت في المياه فأنا معك و في الأنهار فلا تغمرك ، إذا مشيت في النار فلا تلدغ واللهيب لا يحرقك " نعم إني أشعر فعلا أن نار في داخلي تحرقني و لكن ها هو يقول لي " هوذا على كفي نقشتك
ثم قال أستاذ بيتر للأولاد لقد كتبت لكم هذه الآيات و سأوزعها عليكم ، يا ليت كل واحد فيكم يتأمل فيها و وقعت كلماته في قلبي كالماء للأرض العطشانة و تمنيت من أعماقي أن آخذ ورقة و لكن ربما لأن أستاذ بيتر أصغر مني في السن ولأنه يعلم أولاد إعدادي ، فلم يهتم أحد بإعطائي الورقة . كان من الممكن أن أطلب منه ورقة وبالتأكيد كان سيسعد بهذا ولكني شعرت بإحباط رهيب وكأن الله رفضني وكأن الله بخل علي حتى بهذه الورقة ، فصرخت في ضيق : إلى متى يارب تنساني ، حتى متى تحجب وجهك عني .
سالت الدموع من عيني وقلت لنفسي ، ولماذا أعاتب ربنا ، فقد نسيته طوال العشر سنين السابقة بعد ما كنت شماس ممتاز و ..... وتذكرت الماضي القديم وتنهدت.
وإذا بولد مشاكس من فتيان إعدادي يقول لأصدقائه سأعمل لكم صاروخ يخترق الغلاف الجوي ثم طوي الورقة التي أعطاها له أستاذ بيتر وعملها على شكل صاروخ موجه للفضاء وقذفها لأعلى فنزلت علي صدري واخترقت أعماق قلبي ، نعم إنه صاروخ اخترق الغلاف الذي كنت أغلف به قلبي طيلة هذه السنين.
فقد كنت أذهب للكنيسة ولكن لا أدخلها ، أقف في الفناء لأتبادل مع أصدقائي بعض النكات والقفشات وعندما يدعوني أمين الخدمة ، أخاف أن أدخل لئلا تخترق كلماته هذا الغلاف . أخذت أقرأ الكلمات وكأن يسوع يضع يديه على كل الجروح فتلتئم في لحظتها ، ها هو يقول لي : " أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك ... لا تخف لأني معك لا تتلفت لأني إلهك ، قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري... هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك هوذا على كفي نقشتك "
ولا تتعجب أن هذه الكلمات كانت بداية التحول الحقيقي في حياتي ، إن الرب الحنون لم يشأ إهلاكي ، فهزني هذه الهزة العنيفة ثم عاد فطيب جروحي ونجحت في السنة التي تليها بتفوق وكان عمي قد ندم على ما فعله وتغير وأصبح كريما معي وأعطاني أكثر من حقي واعتبرني أبنا له والأهم من كل هذا فقد رجعت إلى حضن الآب.
لان كلمة الله حية و فعالة و امضى من كل سيف ذي حدين (عب 4 :