في احدي القرى الفقيرة كانت هناك أرمله مسكينة مصدر رزقها الوحيد بقرتها التي كانت تحلبها وتصرف من ثمن حليبها علي نفسها وعلي ابنها الذي لا يتعدي العاشرة من عمره
كان ابنها يلعب خارج المنزل بالكرة وأثناء لعبه كانت هناك سيارة كبيرة ترجع إلي الخلف
ولم يشاهده السائق أثناء رجوعه بسيارته النقل العملاقة .. فدهسه ولم يتوقف إلا بعد سماع صريخ الناس وهي تقول له توقف توقف
نزل السائق من سيارته في نفس الوقت التي خرجت فيه الأم الارمله لتري ما سر هذا الصريخ الذي ينتاب القرية
فتجد صغيرها ملقي بجوار السيارة ولا يتحرك والدماء تنزل من كل جسمه
صرخت الأم علي صغيرها وأسرعت وأخذته في أحضانها وظلت تبكي وتصرخ
اخذ أهالي القرية هذه السيدة وابنها وركبوا مع سائق السيارة النقل وأسرعوا إلي المستشفي
وفور وصولهم أخذهم الطبيب إلي العناية المركزة لخطورة ألحاله
ظلت الأم تبكي علي صغيرها وهي لا تعلم هل سيفارق الحياة أم سيكمل حياته معها وستراه عندما يكبر ويتخرج من كلية الهندسة وتحضر زفافه
وبعد دقائق قصيرة يقاطعها الطبيب بخروجه قائلا لها .. ابنك حالته خطيرة وعنده نزيف داخلي وتهتك في عظام الجمجمة ونسبة نجاح العملية ضعيف .. ولكننا اتصلنا ببعض الأطباء المتخصصين وبعد نصف ساعة من الآن سنجري له العملية
كانت تجلس في احد أركان المستشفي سيده عجوز ابنها كسرت قدمه أثناء العمل وكان بنفس المستشفي
قأقتربت العجوز من الأرملة وقالت لها ... يوجد بجوار المستشفي كنيسة كبيرة بها كاهن اسمه أبونا بيشوي
معروف عنه انه بركه وصلاته مسموعة من الله
وعندما أتيت هنا بأبني كان يزور احد أقاربه وصلي لأبني وهو الآن بحالة جيده
اذهبي إليه واطلبي منه أن يصلي لأبنك
في هذا الوقت كانت كل الكنائس تستعد للمهرجانات الكرازة وكانت كل الكنائس ممتلئة بالشباب
منهم من يحفظ الحان ومنهم من يحضر محاضرات عن دراسة الكتاب ومنهم من يستعد للتمثيل المسرحي
في احدي غرف الكنيسة المجاورة كان هناك فريق تمثيل مسرحي يستعد لعمل مسرحيه عن الكنيسة ودورها في حياتنا
وكان كل فريق العمل موجود ماعدا بيتر الذي كان سيقوم بدور الكاهن
ولم يكن موجود بسبب سفره المفاجئ كي يتمتع بأجازة صيفية مع أسرته في الإسكندرية
فقرر مخرج المسرحية أن يختار أي شخص أخر ليمثل دور الكاهن بدلا منه .. ولكنه لم يجد غير باسم
كان باسم هذا شاب بعيد عن الله .. كان يشرب السجائر وكان لا يحضر القداسات ولا يتناول
معتقدا انه مازال في عمره الكثير .. وسيتوب في الوقت المناسب
وبسبب ضيق الوقت لم يجد المخرج سواه كي يقوم بدور الكاهن فقرر أن يضمه للفريق وأعطاه ملابس كاملة للكاهن كي يرتديها ويقوم بالتمثيل معهم
وعندما ارتدي باسم ملابس الكاهن واخذ الدور المطلوب وبدا بحفظة .. كانت هي نفس لحظة دخول الأرملة إلي الكنيسة كي تسال عن أبونا بيشوي
فقال له احد الخدام أن أبونا بيشوي بعدما انهي القداس غادر الكنيسة
فلم تصدقه الارمله وظلت تصرخ وتقول أريد أبونا بيشوي ابني بيموت أريد أبونا بيشوي ابني بيموت
وظلت تجري تبحث عنه في كل إنحاء الكنيسة حتى دخلت إلي غرفة التمثيل
فوجدت مجموعه كبيرة من الشباب .. فإشارة إلي باسم وقالت لهم هل هذا هو أبونا بيشوي
فأبتسم الجميع في سخرية قائلين نعم هو
فأسرعت إليه وقبلت يداه وقالت له ياابونا ابني بيموت وأنا واثقة انك لو قولت انه هيعيش ربنا هيسمع منك وهيعيش
أرجوك يابونا قولها بلسانك .. قولي ابنك هيعيش
ضحك باسم بسخرية وقال متقلقيش هيعيش
ثم ضحك الجميع علي باسم الذي تقمص الدور
شكرت الأرملة باسم الذي كانت تعتقد انه أبونا بيشوي وقبلت يداه وقبلت قدميه
وقالت له : يابونا
ثم غادرت الكنيسة وذهبت مسرعه إلي المستشفي فلم تجد ابنها داخل غرفة العناية المركزة
بدأت تفقد اتزانها حيث ظنت انه فارق الحياة .. فسأله احدي الممرضات أين الطفل الذي كان في هذه الغرفة
فأجابتها انه نقل لغرفه عادية لان حالته استقرت
فأسرعت إليه ووجدت مجموعه كبيرة من الأطباء داخل الغرفة
فسألتهم هل ابني بخير ؟؟؟
فأجاب الطبيب ابنك حدثت له معجزة .... لقد قمنا بإجراء فحوصات ووضعناه علي جهاز الأشعة خمس مرات ولم نجد في عظامه عظمة واحده مكسورة
أسرعت الأم إلي ابنها وحضنته وقبلته في كل أنحاء جسمه وقالت
بركة أبونا بيشووووي بركة أبونا بشووووووووووي
وسمحت لها أدارة المستشفي بالخروج هي وابنها بعد الاطمئنان انه بخير
فسألت عن العجوز التي قالت لها من البداية عن أبونا بيشوي وبركته مع ابنها كي تشكرها
فقال الطبيب لها لم يوجد هنا امرأة عجوز
فقالت له كيف وأنا تحدثت معها منذ قليل وكانت هنا لأن ابنها كان يعاني بكسر في قدمه
فقال الطبيب لم تدخل لنا أي حالة كسر في قدم منذ أربعة أيام
استغربت الأرملة من هذا الموقف وأسرعت هي وابنها إلي الكنيسة كي تشكر أبونا بيشوي
وفور وصولها الكنيسة هي وصغيرها أسرعت إلي غرفة التمثيل المسرحي ووجدت باسم مازال واقف يقرأ النص
فشكرته وقبلت يداه ونزلت كي تقبل رجله فأبعدها كل الموجودين وقالوا لها ماذا تفعلين هذا ليس كاهن ولكنه زميل لنا يقوم بدور الكاهن في عمل مسرحي جديد لنا
لم تصدقهم الأرملة إلا بعد أن نزع باسم اللحية والشارب من علي وجهه
فقالت كيف هذا ؟؟؟ ومن فعل هذا
فأسرعوا واحضروا لها كرسي كي تستريح هي وابنها
وبعدما حكت لهم عن كل ما حدث من البداية حتى النهاية
انتاب باسم حالة من البكاء قائلا ؟؟؟ هل أنا الخاطي فعلت معجزة مع هذه الارمله القديسة
لست أنا من شفي ابنك ولكن إيمانك هو الذي شفاه
وبكي باسم بكاء مر وقبل يد العجوز وقال لها سامحيني إذا سخرت منك
فقالت له لا تبكي يا ابني فلولاك لكان مات ولدي
(لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ أنتقل فينتقل)
لا تخاف من أي أحداث تمر بها مهما كانت قسوتها وثق أن لك رب حنون
يخاف عليك أكثر مما تخاف علي نفسك .. ولن يرفض طلب نابع من قلبك
كن مؤمن بالله وبعمله في حياتك ويكون إيمانك إيمان حقيقي نابع من قلبك
واترك الباقي علي الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق