الخميس، 14 يناير 2016

الفقير الغنى جدا :


ذهب الطبيب المشهور في ليلة العيد 'بدعوة' إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لحضور قداس العيد.
ما أن وصل الطبيب إلى باب الكنيسة حتى وجد مشهد لفت إنتباهه: أحد رجال الأمن يمنع رجل عجوز من الدخول لحضور القداس. كان الرجل العجوز يلح على رجل الأمن، ولكن دون جدوى، بحجة أنها مناسبة رسمية والدخول لأشخاص معينة. كانت ملامح البؤس واضحة من ملابس ومظهر هذا الرجل . هنا، رق قلب الطبيب لحال هذا الرجل المسكين وتدخل. تكلم الطبيب مع رجل الأمن طالبا منه أن يسمح له بالدخول على مسؤوليته الشخصية بوعد أن يجلس معه في الصفوف الخلفية خلف إحدى عمدان الكنيسة. فنظر الرجل المسكين إلى الطبيب نظرة حانية معبرا له عن شكره العميق ودخل الإثنان وحضرا القداس. وعند الإنصراف قال الطبيب للرجل: 'إنت ساكن فين'، فأجاب الرجل :
' للثعالب أوجرة و لطيور السماء اوكار اما ابن الانسان ليس له اين يسند رأسه'.
هنا قاطعه الطبيب:'إسمح لي أن أكون ابنك، فتعالى معي إلى بيتي نأكل لقمة مع بعض خصوصا إننا في ليلة عيد'. رفض الرجل لأنه لا يريد أن يزعج الطبيب في بيته، ولكن تحت إلحاح الطبيب وافق وذهب معه .
دق الطبيب جرس الباب، ففتحت زوجته والتي كانت في إنتظاره وقد جهزت كل شيء للإحتفال بالعيد وهي مبتسمة وفرحة، ولكن لم تدم فرحتها عندما رأت الرجل العجوز المعدم بملابسه الرثة، فصرخت في وجه زوجها:'إيه الأشكال إلي إنت جايبها دي وداخل بيها علي في ليلة العيد !!'.
أراد الطبيب أن يهدئها، وهو في غاية الخجل من الرجل، ولكنها لم تهدأ، بل زادت في ثورتها وقالت في إنفعال:'ياأنا ياالراجل ده في البيت!!'.
أراد الرجل أن ينصرف لولا أن الطبيب منعه وطلب منه أن ينتظر قليلا. دخل الطبيب إلى المطبخ وأخذ بعضا من الطعام، وخرج وقال لزوجته:''لا أنا و لا الراجل هنفطر معاكى * أنا رايح أفطر فى العيادة ''.
وذهب معه الرجل وهو في غاية الأسف لترك الطبيب منزله ليلة العيد. و دخلوا سويا العيادة التى امام البيت وأخرج الطبيب الطعام الذي حمله من المنزل وهو في غاية الفرح، وطلب من الرجل العجوز أن يمد يده ليأكل، فمد الرجل يده. وهنا إنخلع قلب الطبيب منه وتسمر في مكانه...
فقد رأى الطبيب آثار المسامير في يد الرجل العجوز!!!!
نظر الطبيب إلى وجه الرجل.... فوجد شكله قد تغير تماما. وابتدأ يرتفع عن الأرض إلى فوق وهو يباركه وأعطاه السلام وقال له:'طوباك لأن الجميع إحتفلوا بالعيد أما أنت فاستضفت الرب صاحب هذا العيد 'هل نحن نستقبله ام لا نجعله يدخل أم نغلق امامه الباب لا ندعه يتعشى معنا كما فعلت زوجت الطبيب
كل منا يجيب على نفسه وينتظر ظهور الرب له

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق