الاثنين، 29 فبراير 2016

القهوة المالحة

قابلها في حفله كانت ملفته للانتباه .. كثير من الشبان كانوا يلاحقونها كان شابا عاديا ولم يكن ملفتا للانتباه في نهايه الحفله تقدم اليها وعزمها على فنجان قهوة تفاجأت هي بالطلب .. ولكن ادبها فرض عليها قبول الدعوة جلسوا في مقهى للقهوة كان مضطربا جدا ولم يستطع الحديث هي بدورها شعرت بعدم الارتياح وكانت على وشك الاستئذان وفجأه أشار للجرسون قائلا : (( رجاءا ... اريد بعض الملح لقهوتي )) !! الكل نظر اليه باستغراب واحمر وجهه خجلاً ومع هذا وضع الملح في قهوته وشربها سألته بفضول ( لماذا هذه لعادة ؟؟ ) تقصد الملح على القهوة رد عليها قائلا ( عندما كنت فتى صغيرا، كنت اعيش بالقرب من البحر، كنت احب البحر واشعر بملوحته، تماما مثل القهوة المالحه، الآن كل مره اشرب القهوة المالحه اتذكر طفولتي، بلدتي، واشتاق لأبوي اللذين لا زالا عائشين هناك للآن ) حينما قال ذلك ملأت عيناه الدموع.... تأثر كثيرا كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه ثم بدأت هي بالحديث عن طفولتها واهلها وكان حديثا ممتعا استمروا في مقابلة بعضهم بعضا واكتشفت انه الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها كان ذكيا، طيب القلب، حنون، حريص,,, كان رجلا جيدا وكانت تشتاق الى رؤيته والشكر طبعا لقهوته المالحه !! القصه كأي قصه حب اخرى الأمير يتزوج الاميرة وعاشا حياة رائعه وكانت كلما صنعت له قهوة وضعت فيها ملحا لانها كانت تدرك انه يحبها هكذا ( مالحه ) بعد أربعين عاما توفاه الله وترك لها رساله هذا نصها : (( عزيزتي، ارجوك سامحيني، سامحيني على كذبة حياتي، كانت الكذبه الوحيده التي كذبتها عليك,,, القهوة المالحه ! أتذكرين أول لقاء بيننا ؟ كنت مضطربا وقتها واردت طلب سكر لقهوتي ولكن نتيجه لاضطرابي طلبت ملحا !! وخجلت من العدول عن كلامي فاستمريت ، لم اكن اتوقع ان هذا سيكون بدايه ارتباطنا سويا !! أردت اخبارك بالحقيقه بعد هذه الحادثه ولكني خفت أن اطلعك عليها !! فقررت الا اكذب عليك ابدا مره اخرى الأن انا اموت ,,, لذلك لست خائفا من اطلاعك على الحقيقه انا لا احب القهوة المالحه !! ياله من طعم غريب! لكني شربت القهوة المالحه طوال حياتي معك ولم اشعر بالاسف على شربي لها لان وجودي معك يطغى على اي شيء لو ان لي حياه اخرى اعيشها لعشتها معك حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحه في هذه الحياة الثانيه دموعها اغرقت الرساله يوما ما سألها احدهم ( ما طعم القهوة المالحه ؟) فاجابت ( انها حلوة)!!

مذكرات راهبه


من مـذكـرات الـــراهبـــة إيمــانويـــلا(المسيح الذى اعرفه)

يسوع الذي أعرفه أحبني أولا، أحبني كما أنا ، فقيرة ، ضعيفة، خاطئة. لقد ولدت عام 1908 من والد فرنسي وأم بلجيكية متدينة ولما بلغت السادسة أخذتني أمي في ليلة عيد الميلاد إلي الكنيسة وكم دهشت عندما رأيت في المذود طفلا صغيرا عاريا نائما على القش, فسألت أمي ماذا يفعل هذا الطفل؟ فقالت لي ألا تعرفينه؟ إنه يسوع الذي نزل من السماء لأجلنا فاندهشت أكثر لماذا لا ينام على سرير جميل مثل كل الأطفال؟ قالت لي أمي إنه يحب الفقراء، لذلك أراد أن يشاركهم حياتهم.تركت هذه العبارة في أثرا لا يمحى… فقد مات والدي واختفى عن نظري إلى الأبد وكنت أقول لنفسي كثيرا لو كان والدي هنا لحملني بين ذراعيه!!! وها يسوع مستعد أن يأخذني بين ذراعيه! لذلك قلت له من أعماقي إني أحبك ...لو كنت معك وقتها لأحضرت لك البطانية لتدفأ, لقد فقدت السعادة والأمان بموت والدي وها سعادة وأمان أكبر يدخلان قلبي بحب يسوع لي. من هذه اللحظة تمنيت أن أعيش فقيرة بين الفقراء مثله.كنت أذهب مع والدتي يوم الأحد لأتناول بالفستان الأبيض وأرجع سعيدة لأكل الجاتوه لكن أمي قالت لي إن شيئا أهم يسعدك ..إن يسوع الذي يحبك يدخل قلبك هذا اليوم ..قلبي أنا!!! يا للجمال.بدأت اشعر أن يسوع عريسي يحبني أكثر من كل الناس لقد مات حبا في. بدأت أنظر لمن حولي بنظرة يسوع فلا أراهم أشرارا أبدا بل أرى الخير داخلهم. إنه الحب الذي يجعل كل شيئا جميلا فعندما أرى طفلا يضرب ويشتم آخر أضمه في حنو إليّ، أجده يهدأ ويهدأ حتى يبدو ملاكا.(من يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا في وأنا فيه) هذه الآية الذهبية لم تفارق ذهني أبدا, يسوع مستعد أن يدخل قلبي كل يوم, لذلك عزمت من قلبي أن أذهب للكنيسة كل صباح قبل المدرسة و حتى نهاية عمري مهما كانت الظروف. لقد ظن من حولي أن هذا اندفاع طفولي سرعان ما يهدأ ولكن مضت الآن 75سنة حتى كتابة هذه الكلمات لم أتأخر يوما عن سر الافخارستيا(التناول). ترى ما الذي يجعل فتاة صغيرة تستيقظ الرابعة صباحا تجرى وسط الثلوج في الشتاء القارص لتذهب للقداس, ثم تعود لتذهب للمدرسة !! وحتى في السبعين من عمري كنت أسير في المقطم وسط الخنازير و رجلي تغوص في أكوام الزبالة لأذهب للكنيسة لأتناول وكأني على موعد للحب... نعم وأي حب إنه يسوع الذي يجذبني, انه يجدد روحي الضعيفة فأشعر أن بي طاقة أستطيع أن أحارب. ولكن هل يكفي أن أتناول كل صباح؟ إن يسوع يقول لي كل ما فعلتموه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم. سأذهب معك يا يسوع وأشارك كل مريض وبائس حياته وعندما أنحني لأضمد جراحاته أشعر أني ألمس جسد يسوع.نحو سعادة أكبر: كنت في الصباح أتناول وفي المساء الفسح ولعب التنس و مقابلة الأصدقاء...ثم ماذا ؟ إني أريد أن أكرس قلبي وروحي لك يا يسوع , أعيش مع الفقراء و المساكين. كان هذا النداء يناديني كل يوم, فصرخت من أعماقي :هل أنا احبك أم لا؟؟ لماذا أنتظر ؟؟ وبدأت خد متي في الأماكن المحيطة لكن هذا لم يشف غليلي..إني أريد أكثر.. لقد غادرت أوروبا إلى القاهرة وكانوا يقولون لي يا للمسكينة!! الأخت إيمانويلا ستعيش حياة بائسة , لم أفهم كلامهم لأني كنت في منتهى السعادة.قضيت سنوات تنقلت فيها بين اسطانبول وتونس ومصر وأخيرا وجدت ضالتي المنشودة في عشوائيات المقطم ، فقد سمعت عن الزبالين وما هو معروف عنهم..مجرمين ولصوص يعيشون في القذارة حتى أن البوليس نفسه يبتعد عنهم ، هناك تعرفت على عائلة و طلبت منهم تأجير حجرة لي ولا تتصور فرحتي عندما جاءوا لي بعربة كارو وضعت عليها سرير و كرسي ولمبة جاز.و بالرغم مما سمعته عنهم إلا إني وجدت داخلهم قلبا محبا , سريع الاستجابة , فقد تغيروا سريعا بالحب وحده. لقد شاركتهم غذاءهم المفضل "طبق الفول " وجلست معهم على الأرض وغسلت رجلي صلاح و جرجس ومحمد لأخرج منها الزجاج أو مسمار أو غيره مما يدخل أرجلهم و هم يسيرون حافين أو يلتقطون مخلفات الأطعمة غذاء لهم من بين أكوام الزبالة...لقد وجدتهم أقرب إلى الله من كثيرين..ترنم فوزية تنتقل إليك سعادتها وعندما يصرخ جرجس قائلا" يارب ارحمنى أنا خاطئ " يقولها من أعماقه فيستنير وجهه. لقد تعلمت أن أصرخ مثله عندما أقع في شدة وأقول (يارب ارحمنى أنا خاطية)...أنها أسعد أيام حياتي ..عندما طرقت الباب في نصف الليل أم حلمي تصرخ الحقيني يا ميس قبضوا على حلمي واذهب للظابط أشرح له الأمر فيعود لبيته في الصباح .لقد عشت مع أخوتي الزبالين22سنة لم أتركهم إلا لأسافر أوروبا أجمع الأموال من الأغنياء لأبني المدارس والمستشفيات والنوادي .3مرات منفصلة أخذت شيك بمليون جنيه من أجلهم .عندما أنظر إلى حياتهم بعد أن تغيرت كثيرا أدرك أن بعد الصليب دائما توجد قيامة ونصرة فأقول لنفسي يا إيمانويلا :إلي الصليب مع يسوع قومي حاربي حتى أخر نسمة في حياتك إن القيامة آتية والسماء مفتوحة

الأحد، 28 فبراير 2016

قتلت ابني

فتح أحد الروس باب بيته ليجد أمامه ضيفًا تظهر عليه علامات الغني العظيم. وقف الضيف قليلاً يتفرس في صاحب البيت، لكن صاحب البيت كان يتطلع إليه في جمود. أخيرًا لم يحتمل الضيف التأخير بل سقط على عنق صاحب المنزل وهو يقول له: "ألا تعرفني؟! أنا صديق الطفولة فلان!" لم يصدق الرجل نفسه، فسأله: "أين ذهبت طوال هذه السنوات"؟ أجاب الضيف: "لقد هاجرت إلى بلادٍ بعيدة، وأنجح الرب طريقي فإغتنيت جدًا، وقد جئت إليك لكي تهيئ لي الطريق للإلتقاء بوالديّ". جلس الإثنان معًا وإستدعيا الأصدقاء القدامى، وإستقر الرأي فيما بينهم على أن يتوجه إلى بيت أبيه متنكرًا ويبيت كضيفٍ غريبٍ، وفي الصباح يأتي الأصدقاء ومعهم فرقة موسيقى، ويقيمون حفل تعارف بين الإبن ووالديه. طرق الابن باب والديه، ففتحا له وقبلاه ضيفًا، ودفع لهما بسخاء من أجل مبيته وطعامه. لم يعرف الشيخان أنه إبنهما بل ظنّاه سائحًا غنيًّا، خاصة لمّا أبصرا جرابه مملوء مالاً. إتفق الرجل وزوجته على قتل الضيف والأستيلاء على أمواله. وفي نصف الليل أخذت السيدة العجوز مصباحًا ضئيل النور وتقدمت مع زوجها، ودخلا غرفة الضيف وكان نائمًا، وعلى وجهه إبتسامة عذبة، غالبًا ما كان يحلم باللقاء مع والديه والتعارف عليهما في وجود أصدقائه وفرقة الموسيقى. رقَّ قلب الرجل لكن الزوجة سألته أن يُعجِّل. فضرب بالسكين ضربة قوية قضت على حياة الإبن. وإنشغل الاثنان في إخفاء الجريمة. في الصباح أتى أصدقاء الابن وسألوا عن الضيف، فأنكرت السيدة، وتشددت في الإنكار. أخيرًا قال لها أحدهم: "ويحكِ أيتها العجوز، إن ضيف الأمس هو ابنك الوحيد عاد من بلاد الغربة وإتفق معنا أن نوقظه لتتعرفا عليه". إذ سمع الوالدان هذه الكلمات وقعا على الأرض، وكان كل منهما يصرخ: "لقد قتلت إبنى!"
كم مرة تأتي إليّ يا رئيس الحياة، وفي غباوتي وقسوة قلبي أقتلك (أع15:3). كل كلمة جارحة تصدر مني، هي قتل لكَ يا أيها الرقيق في حبك

ما زالوا لا يعرفون


في زمن الميلاد كان هناك رجل بدا في غير محله كان الناس يسرعون حوله راكضين في كلّ اتجاه. حدّق في أنوار الميلاد، والزينة في كلّ مكان. في مركز التسوق كانا بابا نويل جالسا والأطفال مجتمعين حوله. كان المركز التجاري مكتظا بالمتسوقين الداخلين إليه والخارجين منه. بعضهم مبتسم، بعضهم عابس، وبعضهم متعب جدا من كثرة الجري. بعضهم جلس يستريح على المقاعد الخشبية، وآخرون استمروا في الجري، ليزاحموا الحشود الكبيرة لشراء الحاجيات والعودة للمنزل. والموسيقى من المسجل، تنشد الأغاني بصوت عالٍ ووضوح. عن بابا نويل ورجال الثلج، والأيائل ذات الأنوف المضحكة. سمع الناس يتحدثون عن الأوقات الممتعة القادمة. عن الحفلات، المرح، والطعام الوفير، وتبادل الهدايا في ذلك اليوم.أرغب في معرفة ما يجري هنا، سمع الناس الرجل يسأل. يبدو أن هناك شكلا من أشكال الاحتفال قريبا. وهل يمكن أن تخبروني من هو ذلك الرجل الذي يرتدي الأحمر والأبيض. ولماذا يسأله جميع الأطفال عن ليلة مميزة. جاءه الجواب باستغراب شديد أنا لا أستطيع أن أصدق أذناي لا أستطيع أن أصدق أنك لا تعرف أنه زمن عيد الميلاد. الوقت الذي يجوب فيه بابا نويل المكان حاملا الهدايا للفتيان والفتيات، وبينما هم نيام في ليلة العيد، يترك لهم الكتب والهدايا.الرجل الذي تراه يرتدي الأحمر والأبيض، هو بابا نويل البارع. الأطفال يحبون ضحكته المرحة، والغمزة في عينيه. زلاجته المحملة بالهدايا، يجرها أيل صغير جدا. يطير سريعا في الهواء، فيما هو يثب هنا وهناك. يتعلم الأطفال عن بابا نويل في سن مبكرة جدا، وعندما ياتي زمن الميلاد، يكون هو أهم شيء فيه. طأطأ الغريب رأسه بخجل، وأغلق يده المثقبة بثقب مسمار. وارتعش جسده من الدهشة، ولم يفهم الأمر. وعبر ظلّ وجهه المجروح، وبصوت خافت وواضح قال " بعد كلّ تلك السنين ما زالوا لا يعرفون." وسالت من عين يسوع دمعة.

السبت، 27 فبراير 2016

من أصدق يا بابا؟

كانت الأسرة الصغيرة المكونة من الأب الشاب رجل الأعمال الملحد، والأم الشابة التي قبلت المسيح مخلصًا وفاديًا وتأكدت أن اسمها مكتوب في سفر الحياة، والطفلة الصغيرة "كرستين"، دائما في نقاش ديني حاد يصل لحد الخلاف، وليس فقط مجرد الاختلاف في وجهات النظر, كان ذلك رغم الحب المتبادل بين الرجل وزوجته!مرت الأيام والأب يزدا عنادًا وإلحادًا، والأم تزداد شركة مع الرب يسوع وإيمانًا به، حتى أن الأب جَمع كل الأفكار الإلحادية التي فكر فيها وقرأها، وعمل منها كتابًا إلحاديًا نشره وباع الآلاف منه، أما الأم فكانت تزداد في خدمتها للرب يسوع المسيح وربح النفوس له.فجأة مرضت الأم المسيحية الحقيقية الشابة مرضًا عضالاً، شعرت معه أنها تقترب من الرحيل للسماء، وكانت الآية المفضلة لها في أيام مرضها: {لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ} (2كورنثوس5: 1).ورغم كل المحاولات التي بذلها الزوج المحب بالذهاب إلى أشهر وأمهر الأطباء والمستشفيات، ساءت حالة الأم. وقالت لكرستين: كنت اتمنى يا أبنتي الغالية أن يعطيني الرب عمرا أطول حتى أكون معك وأخدمك ولكني سأسافر للسماء عند الرب يسوع المسيح ..نعم سأسبقك إلى هناك وسأكون في أنتظارك يا بنتي! أكيد ستعطي حياتك للرب يسوع وتقابليني هناك حيث سأكون في انتظارك؟ ولم تمض أيام محدودة حتى رقدت الأم في سلام.مرت الأيام حيث كانت "كرستين" السبب الوحيد للتعزية للأب في هذه الأرض بعد موت زوجته التي كان يحبها من أعماقه، ولكن هذه حال الحياة! مرضت "كرستين" أيضا بشدة وكان المرض هذه المرة هو مرض السل الرهيب الذي تمكن من "كرستين"، ولا سيما لضعف الحالة الصحية العامة لها. ولما سألت الطبيب عن احتمالات شفائها، صارحها الطبيب بأن حالتها متأخرة. وفهمت كرستين من الدكتور أن أيامها على الأرض صارت معدودة.في المساء، لما عاد الأب من عمله وجلس مع "كرستين"، بادرته قائلة:- «بابا أنا مسافرة، سأترك الأرض قريبا!». قاطع الأب الحنون ابنته الوحيدة قائلا:- «كلا يا ابنتي! بل ستُشفي تمامًا. سنذهب لطبيب آخر ولا بد أن تشفي يا وحيدتي الغالية, فردت كرستين:- «كلا يا بابا بل الطبيب قال لي اليوم أن حالتي متأخرة جدًا، وربما أغادر الأرض في أي وقت, أريد أن أسألك يا بابا سؤالاً مهمًا جدًا بالنسبة لي. فاليوم أتذكر آخر كلام قالته لي ماما قبل أن تموت وتترك الأرض؛ لقد قالت لي: سأسافر للسماء عند الرب يسوع المسيح .. نعم سأسبقك إلى هناك وسأكون في انتظارك يا بنتي! أكيد أنك ستسلمي حياتك للرب يسوع وتقابلينني هناك حيث أكون في انتظارك. هكذا قالت لي ماما. ولكن يا بابا أنا اعرف أنك لا تؤمن لا بالسماء ولا بالجحيم ولا بيسوع ولا بالأبدية. لقد قرأت جزءً كبيرًا من كتابك يا بابا .. بابا، هل أصدقك أم أصدق ماما؟ أشعرأني قريبة جدًا من الرحيل عن الأرض يا بابا, أرجوك أن تساعدني؛ هل أصدقك أنه لا يوجد الله ولا أبدية، أم أصدق ماما وأعطي قلبي للمسيح وأقابلها كما قالت لي. من أصدق يا بابا؟انفجر الأب في بكاء هيستيري وصرخ وقال لابنته:- «كرستين، صدقي ماما يا حبيبتي .. صدقي ماما ولا تؤمني أبدًا بإلحادي الذي لا يعطي أي رجاء. حقًا إن الإلحاد هو أكبر كذبة وضعها إبليس في ذهن البشر، لكن في أعماقي يا بنتي دائما كان صوت يقول أن الله موجود. صدقي ماما يا بنتي واعط قلبك للمسيح الذي مات وقام لأجلك وأنا أيضا أعطيته حياتي من هذه اللحظة

لا تقل أبانا الذي


لا تقل أبانا الذي
لا تقل أبانا : وأنت تتصرف كعبد وليس كإبن
لا تقل الذي في السماوات : وأنت تحصر فكرك وأعمالك بالأرضيات
لا تقل ليتقدس اسمك : وأنت تتصرف بما لا يليق بالاسم الذي يدعى عليك "مسيحي"
لاتقل ليأتي ملكوتك : وأنت متعلق بمملكتك الأرضية
لاتقل لتكن مشيئتك : وأنت تلهث وراء شهواتك ورغباتك
لا تقل اعطنا خبزنا : وأنت تمسك يديك ولا تعطي مما أعطاك
لا تقل اغفر لنا : بينما تترك المرارة والحقد تكبل قلبك وتمنعك من المغفرة
لا تقل ولا تدخلنا في تجربة : بينما تضع نفسك داخل التجربة عن سابق إصرار وتصميم
لا تقل لكن نجنا من الشرير : وأنت ترخي سمعك لما يوسوس به لك الشرير
لا تقل آمين : وأنت غير أمين

الخميس، 25 فبراير 2016

حتى بائع اللبن

وقف خادم الرب في أحد الاجتماعات ونبّر كثيرًا أثناء خدمته على ضرورة اهتمام كل مؤمن بأن يعمل شيئًا لربح الآخرين للمسيح، وقال: ”إن كل مسيحي يستطيع أن يربح نفسًا للمسيح“. وفي نهاية الاجتماع كانت هناك أخت تأثرت كثيرًا بكلامه ولكنها ذهبت إليه قائلة: ”كيف أستطيع أن أربح نفسًا للمسيح وأنا أشتغل في الخياطة من الصباح الباكر إلى ساعة متأخرة من الليل لأجل الحصول على الخبز الكفاف لأولادي اليتامى؟“.
فقال لها الخادم: ”ألا يحضر إلى منزلك أُناس؟ ... إن كلمة واحدة لشخص حكيم تكفي“. وسكت الخادم، وانصرفت هذه الأخت تفكر في الأمر. إنها لم تبذل أي مجهود قبل الآن، ولم تتكلم مع أي شخص ممن تتعامل معهم. فعزمت على أن تبدأ جولتها في ربح نفوس للمسيح في أول فرصة تسنح لها من أول صباح الغد، وليكن كلامها مع بائع اللبن.
وقامت مُبكرة لتصلي أولاً، ولما فتحت له الباب وحيّاها، ردَّت عليه التحية بكلمات غير واضحة وترددت في أن تقول له ما في عزمها أن تقول، وانصرف الرجل إلى حال سبيله. فرأت أن الفرصة تكاد تضيع، فنادته ثانية وقالت: ”انتظر من فضلك، عندي كلام لأقوله لك“. فجاء الرجل ليعرف ما هذا الكلام، فقالت له: ”هل أنت مسيحي، وهل تعرف المسيح الذي جاء من السماء ومات لكي يخلصك من الهلاك الأبدي؟“. فوضع الرجل وعاء اللبن على الأرض وتفرَّس في وجهها قائلاً: ”ما الذي جعلك تتكلمين معي هكذا اليوم؟ إن لي أسبوعين في قلق مستمر وأشعر أني في ظلام، فإن كنت قد وجدتِ النور، فاخبريني كيف؟“. فقصّت عليه قصة تغييرها، وعرف منها طريق الوصول إلى معرفة الرب وخلاصه. هذا شجّع الأخت على مواصلة عملها البسيط في حقل الرب، ولم تختتم السنة حتى كانت قد ربحت للمسيح سبعة أنفس.
هكذا أنت أيضًا تستطيع أن تربح نفوسًا للمسيح. وليتنا نعرف أن كثيرين ممن تلقاهم كل يوم، يتعطشون لسماع الحق. وأن كثيرين يرزحون تحت ضغط ضمير مُثقّل يشتاق إلى نوال الراحة. وقد يموت البعض قبل أن تسنح لهم فرصة أخرى ليسمعوا شيئًا عن الإنجيل، فهل حاولت مُخلِصًا أن تربح شخصًا للمسيح

الأمبراطور العظيم


تولى عرش النمسا الإمبراطور فرانس جوزيف و هو شاب عمره 18 سنة و قد ورث عن جدته الإمبراطورة ماريا أنطوانيت ابنة الإمبراطورة ماريا تريزا إمبراطورية واسعة مترامية الأطراف ، فقد كانت النمسا وقتها ليست دولة صغيرة مثل الآن ، بل ظلت تتسع حتى ضمت أجزاء من إيطاليا و هولندا وألمانيا و غير ذلك من الدول.
كيف يحكم فرانس جوزيف الشاب هذه الإمبراطورية ؟!
لقد كان عنده قصور شتوية وقصور صيفية أعظمها حاليا هو قصر الشامبرون الذي تفوق على قصر فرساي في فرنسا ويوجد به حديقة مساحتها 2 كيلومتر مربع وكل شئ بالقصر مطلي بالذهب عيار 24 قيراط والنجف تضيئه الشموع حيث كان مخصصا له 300 خادم لإضاءة الشمع قبل دخول الكهرباء.
أراد فرانس أن يستكمل الجمال فتزوج أجمل فتاة هي الإمبراطورة سيسي إليزابيث التي كان يبلغ طول شعرها متر ونصف تقضي الساعات في تصفيفيه وقد أنجبت ولد و3 بنات والآن ماذا يريد أكثر من ذلك من الحياة ، لديه كل شئ في الدنيا ، كل ما يتمناه.
غنى ... القصور الشامخة ... الزوجة الجميلة ... الأولاد.... لكنه عاد و راجع نفسه هل كل هذا يشبع النفس وسرعان ما أفاق لنفسه .... وأخذ قرارا أن يترك الحياة المرفهة و يعيش مثلما بدأ عسكري صغير في الجيش ، فاكتفي بــ3 حجرات فقط في القصر الذي بلغ عدد حجراته1442 حجرة ، وطلى الذهب الذي يزين الحجرة بدهان رمادي وعمل مكان يركع فيه ليصلي في حجرة نومه وتعلم حرفة النجارة حتى يكون مثل أي شخص عادي يتعلم حرفة ، وأصر أن ينام على سرير 80 سم من الحديد و مرتبة رفيعة مثلما كان جنديا صغيرا في الجيش مستغنيا عن السرير الإمبراطوري المرصع بالذهب الذي يبلغ عرضه 260 سم و فتح حديقة القصر الشاسعة لكل الناس يتنزهوا بها ، فلماذا يحرم أخوته من هذه المتع ؟
وكان يلصق صور القديسين الصغيرة على دولاب ملابسه حتى تجد صورة 100 قديس في حجرته.
و طلب أن يقابل كل إنسان لديه مشكلة ويريد مقابلته ، فيستقبله و يتحدث معه و هو واقف احتراما له ، وأبدل أثاث حجراته الثلاثة بأساس بسيط للغاية و أحب شعبه و بادله الشعب الحب وأطال الله عمره حتى حكم الإمبراطورية أطول مدة حكمها أباطرة أوربا ، فحكم من سن 18 سنة حتى 86 سنة.
وشعر بالسعادة الحقيقية عندما أحب الله وترك من أجله الكثير وأحب شعبه وبذل كل جهد لإسعاد كل فرد فيه ، فهذه حقا هي السعادة وكل زائر يزور القصر يتعجب للفارق الشاسع بين حجرات الإمبراطور الثلاث وحجرات زوجته الإمبراطورة المرصعة بالذهب و الأثاث الفاخر و لكن من كان أسعد؟؟؟ الذي أحب إلهه و شبع به و ضحى من أجل إسعاد الآخرين أم التي عاشت لنفسها تحاول أن تشبع من متع العالم؟؟؟؟

جلست على قمة العالم حين صرت لا أشتهى شيئا ولا أخاف شيئا (القديس أغسطينوس)

الأربعاء، 24 فبراير 2016

هل لغة السماء تكتب على الارض


كان يوجد رجل ريفى تقى يخاف الله , ويحيا فى وصاياة , خير ومحب للجميع , وكان وهو كبير عائلتة صانع سلام ,وكثير الصلاة كأروع مثال لباقى عائلتة .... اذ كانوا يرون فية الكمال المسيحى من جهة السلوك وحفظ وصايا المسيح , ومحبتة للصوم والصلاة وتقديس النفس والحواس , فكان حقا قدوة صالحة , وانجيلا معاشا حلوا لكل احد .......بل قيل انة كاهن الاسرة , فكثيرون كانوا ياتونة طلبا للمشورة الصالحة فى كل امور حياتهم . كان هذا الرجل بركة وسبب بركة لكثيرين.وفى ايام مرضة الاخيرة كان لايكف عن الصلاة نهارا وليلا , وشكرة للمسيح يثير العجب . اذ يدعو الكثرين حولة للصلاة كل حين بلا ملل , ويلتمس ان يقرءوا لة فى الكتاب المقدس , ولا سيما المزامير , وكلما صلوا المزامير كان يستزيدهم قائلا : " قولوا تانى " . كانت المزامير هى سلواة فى مرضة وفى شيخوختة , ولما دنا وقت رحيلة من العالم , كانت العائلة , وهى كبيرة العدد اكثر من مائة شخص مع المحبين وعارفى فضلة قد اجتمعوا فى البيت , وكانوا جميعا يشعورون بعظم الخسارة التى ستلحق بهم اذا فارقهم بالجسد.كان الرجل يقول للذين حول فراشة : " صلوا لى مزامير الساعة السادسة لان الوقت قد قارب الظهيرة وكانوا يصلون المزامير وهم فى تاثر شديد واضطراب فكان يفتح عينية , ويشاركهم كلمات المزامير , وهو فى حالة اعياء اذا كانت لحظاتة الاخيرة .... ثم رشم ذاتة بعلامة الصليب المحى , وهو فى كامل وعية , واغمض عينية وغاب ... فتحول الذين حولة الى البكاء , وصرخت بعض السيدات من قريباتة صراخا شديدا .فتح الرجل عينية وتساءل : " لماذا هذا الصراخ ؟ ألم اقل لكم : صلوا المزامير ... يااولاد ازعجتمونى ... لقد طلعت السماء وصوت التسبيح السماوى فى اذنى ..."وعلى الفور اسرع احد الحاضرين واحضر ورقة وقلما وقال لة : ارجوك ياجدى قولى ماذا سمعت لكى اسجلة فقال الرجل: يابنى دة كلام لايكتب , هل لغة السماء تكتب على الارض ؟ لايابنى ... واغمض الرجل عينية وفتحها فى السماء الى الابد