الخميس، 11 فبراير 2016

الحذاء القديم !!!


يحكى أن راهباً عالماً كان يمشي مع أحد تلاميذه بين الحقول
وأثناء سيرهما شاهدا حذاء قديما اعتقدا أنه لرجل فقير يعمل في أحد الحقول القريبـة والذي سينهي عمله بعد قليل ويأتي لأخذه .
فقال التلميذ للرهاب :
ما رأيك يا ابانا لو نمازح هذا العامل ونقوم بإخفاء حذائه وعندما يأتي ليلبسه يجده مفقوداً فنرى كيف سيكون وتصرفه !
فأجابه الراهب الجليل :
"يجب أن لا نسلي أنفسنا بأحزان الآخرين ولكن أنت يا بني غني ويمكن أن تجلب السعادة لنفسك ولذلك الفقير بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذائه وتختبئ كي تشاهد مدى تأثير ذلك عليه" !!
أعجب التلميذ بالاقتراح وقام بوضع قطع نقدية في حذاء ذلك العامل ثم اختبأ هو و الراهب خلف الشجيرات ؛ ليريا ردة فعل ذلك على العامل الفقير ..
وبعد دقائق جاء عامل فقير رث الثياب بعد أن أنهى عمله في تلك المزرعة ليأخذ حذاءه ، وإذا به يتفاجأ عندما وضع رجله بداخل الحذاء بأن هنالك شيئا ما بداخله وعندما أخرج ذلك الشيء وجده (نقوداً) !!
وقام بفعل الشيء نفسه في الحذاء الآخر ووجد نقوداً أيضاً !!
نظر ملياً إلى النقود وكرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم ..
بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات ولم يجد أحداً حوله !!
وضع النقود في جيبه وخر على ركبتيه ونظر إلى السماء باكيا ثم قال بصوت عال يصلي :
"أشكرك يا ربي يا من علمت أن زوجتي مريضة وأولادي جياع لا يجدون الخبز ؛ فأنقذتني وأولادي من الهلاك"
واستمر يبكي طويلاً ناظرا إلى السماء شاكرا هذه المنحة الربانية الكريمة .
تأثر التلميذ كثيرا وامتلأت عيناه بالدموع ،،
عندها قال الراهب الجليل :
"ألست الآن أكثر سعادة مما لو فعلت اقتراحك الأول وخبأت الحذاء ؟
أجاب التلميذ :
"لقد تعلمت درسا لن أنساه ما حييت ،،
الآن فهمت معنى كلمات لم أكن أفهمها في حياتي :
"عندما تعطي ستكون أكثر سعادةً من أن تأخذ" .
فقال له الراهب :
لتعلم يا بني أن العطاء أنـواع :
- الصلاة من اجل أخيك عطـاء
- عدم التكلم علي أخيك في غيبته عطاء - التماس العذر لاخيك عطاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق