Oscar Romero
من المفيد أحيانا أن نتوقف لبرهة من الزمن ونلقي نظرة بعيدة المدى.
فالملكوت ليس أكبر من نطاق جهودنا فحسب بل انه أكبر من نطاق رؤيتنا أيضا.
فلا ننجز في فترة حياتنا سوى نِزر يسير من المشروع العظيم الذي هو عمل الله.
لا شيء نصنعه كامل، أو بتعبير آخر؛ أن ملكوت الله هو أوسع من نطاق قدرتنا دائما.
فلا توجد جملة واحدة تقول كل ما يمكن أن يقال.
ولا صلاة واحدة تعبر بالكامل عن إيماننا.
ولا اعتراف واحد بالخطايا يأتي بالكمال،
ولا زيارة رعوية واحدة تأتي بالالتئام الكامل للرعية.
ولا برنامج عمل واحد يتمم رسالة الكنيسة.
ولا مجموعة واحدة من الأهداف أو الغايات تشمل كل شيء.
فعملنا هو كالآتي:
نزرع البذور التي ستنمو يوم ما.
ونسقي البذور التي قد زرعها غيرنا قبلنا،
عالمين أنها ستأتي بثمار مواعيد المستقبل.
ونضع الأساسات التي تحتاج إلى مزيد من الرعاية.
ونقدم الخميرة التي تؤثر أكثر بكثير من إمكانياتنا.
فلا نستطيع أن نفعل كل شيء، وهناك إحساس من التحرر في إدراك ذلك.
وهذا ما يُعيننا على تأدية شيء ما وعلى تأديته بطريقة حسنة للغاية.
ربما يكون عملا ناقصا ولكنه بداية، وخطوة في الطريق، وفرصة لنعمة الله لتدخل وتُكمّل الباقي.
ربما لن نرى النتائج النهائية أبدا.
ولكن هذا هو الفرق بين مهندس البناء والعامل.
فنحن عمالٌ ولسنا مهندسي بناء –
خدامٌ للكلمة ولسنا المسيح.
نحن أنبياءٌ لمستقبلٍ ليس ملكاً لنا.
نبذة عن صاحب المقالة:
كان أوسكار روميرو رئيس أساقفة الكنيسة في دولة السلفادور، وهو أحد أبرز رواد لاهوت التحرير، وقد اغتيل أثناء الصلاة في الكنيسة من قبل مجهولين عام 1980م، بسبب دوره في النضال من اجل حقوق الفقراء في بلده. وإليكم صلاته التي تعبّر عن ضرورة التفاني بالعمل في سبيل بناء ملكوت الله على الأرض من ناحية، وصغر دورنا كبشرمن ناحية أخرى. لأنه مهما فعلنا فإن طاقتنا كبشر لها محدوديتها. وهذا يمنحنا التواضع والانكسار لله والتوكل عليه في كل شيء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق