السبت، 29 أغسطس 2015

لبخيل(قصه حقيقيه)


كانت أسعد لحظات حياته عندما يقفل باب حجرته بالمفتاح ويفتح الخزنة ويعد ما معه من نقود ويضيف عليهم إيراد الأسبوع ثم يستمتع بأن يعدهم ثانية و يغلق الخزنة ثم يفتح الحجرة معلنا لزوجته وأولاده أن الحالة الاقتصادية متدهورة ويجب ربط الأحزمة.
أما أسوأ لحظات حياته هي عندما يسأله فقير صدقة ، فيشعر بارتفاع في الضغط ويشتمه مطالبا إياه بعدم العودة ثانية وإلا أبلغ عنه الشرطة.
وفي أحد الأيام طرق الباب ففتحت الفتاه الشغالة فوجدت سيدة وقورة لا يخلو وجهها من مسحة حزن تسأل عن الأستاذ بطرس, فسألتها من هي فقالت لها : ( قوليله زوجة فراش المكتب) ، أخبرت الشغالة سيدها بذلك فجاء مسرعا ليعرف إن كان هناك أي أخبار تتعلق بالعمل.
قالت السيدة( أنا جاية لك تنقذني , إن ابنتي على وشك أن تموت والطبيب قال إنها تحتاج لعملية مستعجلة وأدوية غالية وأنا محتاجة لمبلغ سلف من سيادتك ومستعدة أن أشتغل به عندك لغاية ما أموت يا بيه )
احمر وجه بطرس من الغضب وصرخ قائلا: بره..بره..سبيها تموت. كيف تجرأت أن تدخلي بيتي لهذا السبب التافه قولي لزوجك اللي بعتك أنه مرفود من العمل وتركها ودخل غرفته ورزع الباب وراءه.
شعرت الشغالة أن سهما يخترق قلبها فجرت وراء السيدة وفي لمح البصر خلعت الحلق الثمين (تحويشة العمر) من أذنيها وأعطته للسيدة وهي تقول لها أرجوك تطمنيني عليها , دمعت عينا السيدة عرفانا بجميلها ونزلت.
أما بطرس فجلس على كرســيه وهو يرتعــش من العصــبية , ولم يدر ماذا حـــدث له حتى وجد نفسه يسير في قصر رائع ... لا ليس قصرا إنه شيء أشبه بالخيال.... ما هذه الأحجار الكريمة....الأنوار البهية.....النغمات العذبة.....
لم ينغص عليه شيئا سوى الشعور بالجوع القارص وهو يرى مائدة كبيرة عليها ما لذ وطاب ويجلس حولها أشخاص عظماء لا يعرفهم ولكنه استطاع أن يميز ملكة عظيمة تلبس تاجا رائعا فتفرس في وجهها ولدهشته الشديدة وجد أنها الشغالة , هنا لمعت عينيه وهو يفكر في سعادة إن كان هذا هو مكان الشغالة بتاعتي فأين سيكون مكاني!!
وإذا بالملاك يتقدمه ويقول له سأحضر لك طبقك , فللأسف ليس لك كرسي ولكن خذ هذا الطبق.
ما هذا يا سيد كسرة خبز!! لابد إنك غلطان ألا ترى أين تجلس الشغالة التي تعمل عندي؟؟
قال له الملاك أهدأ يا صديقي ، فسأشرح لك كل شيء , لقد أعطاك الله الكثير والكثير جدا.
وأنت لم ترسل منه أي شيء للسماء سوى هذه الكسرة التي ألقيتها لطفل صغير منذ 5 سنوات عندما ألح عليك أن تعطيه شيئا ، هذا هو الشيء الوحيد الذي وصل السماء.
أما هذه الشغالة التي تقول عنها فبرغم حالتها البسيطة كانت تعطي نصف ماهيتها للفقراء وتخدمهم بكل حب وتقتسم طعامها القليل مع جارتها الفقيرة ، لقد أرسلت قراطها الذّهبي للسماء وهو كل ما تملك لقد كانت.....
( أتفضل يا سيدي القهوة )
, أستيقظ بطرس على صوت الشغالة وتأمل في مظهرها البسيط , لقد سبقته لملكوت السماوات !! قرر بطرس من لحظتها أن يصير بطرس آخر.
أنها قصة بطرس البخيل الذي مضى وباع كل ما له ووزعه على الفقراء بعد هذه الرؤيا ولما لم يجد شيئا آخر يبيعه باع نفسه عبد و تصدق بثمنه للمحتاجين وقضى باقي عمره سعيدا إذ حول للسماء كل ما يملك واستحق أن تدعوه الكنيسة القديس بطرس بل وتعيد له الكنيسة القبطية فى يوم 25 طوبه . فماذا حولت للسماء يا صديقي؟؟

اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس و لا صدا و حيث لا ينقب سارقون و لا يسرقون
( مت 6 : 20

الخميس، 27 أغسطس 2015

ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺍﻹﺳﻜﺎﻓﻰ


ﻓﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﺎﺭﺗﻦ
ﺍﻹﺳﻜﺎﻓﻰ، ﻓﻰ ﺑﺪﺭﻭﻡ ﺫﻭ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻄﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻷﺭﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻓﻘﻂ
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺬﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ
ﺃﺻﻠﺤﻬﺎ ﻟﻬﻢ... ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﻨﺎً ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺧﺎﻣﺎﺕ ﺟﻴﺪﺓ ﻭﻻ ﻳُﻄﺎﻟﺐ ﻳﺄﺟﺮ ﻛﺒﻴﺮ،
ﻓﺄﺣﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﻋﺪﺓ
ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻓﻰ ﺣﺰﻧﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﺗﺐ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﺜﻴﺮﺍً... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺟﺎﺀﻩ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺎﺭﺗﻦ" :ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،
ﺇﺗﻰ ﺃﻋﻴﺶ ﺑﻼ ﺭﺟﺎﺀ.."
ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ" :ﺇﻧﻚ ﺣﺰﻳﻦ ﻷﻧﻚ ﺗﻌﻴﺶ
ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻓﻘﻂ... ﺇﻗﺮﺃ ﻓﻰ ﺍﻷﻧﺠﻴﻞ ﻭﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎ
ﻫﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ"
ﺃﺷﺮﻯ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻣﻘﺪﺳﺎً ﻭﻋﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺃ ﻳﻘﺮﺃ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺗﻌﺰﻳﺔ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ... ﻭﻓﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ
ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻓﺘﺢ ﺍﻷﻧﺠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺼﻞ
ﻓﻰ ﻳﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻟﻮﻗﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺩﻋﺎ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﻰ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻴﺄﻛﻞ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻭﺳﻜﺒﺖ ﻃﻴﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻭﻏﺴﻠﺖ
ﺭﺟﻠﻴﻪ ﺑﺪﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻠﻔﺮﻳﺴﻰ" :ﺩﺧﻠﺖ
ﺑﻴﺘﻚ ﻭﻣﺎﺀ ﻟﺮﺟﻠﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﻂ ﺃﻣﺎ ﻫﻰ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﺖ
ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﺭﺟﻠﻰ ﻭ
ﻣﺴﺤﺘﻬﻤﺎ ﺑﺸﻌﺮ ﺭﺃﺳﻬﺎ، ﺑﺰﻳﺖ ﻟﻢ ﺗﺪﻫﻦ ﺭﺃﺳﻰ
ﺃﻣﺎ ﻫﻰ ﻓﻘﺪ ﻏﺴﻠﺖ ﺑﺎﻟﻄﻴﺐ ﻗﺪﻣﻰّ"..
ﺗﺄﻣﻞ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻪ" :ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﻰ ﻳُﺸﺒﻬﻨﻰ ﺗُﺮﻯ ﻟﻮ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻰ
ﻫﻞ ﺳﺄﺗﺼﺮﻑ ﻣﺜﻠﻪ؟"
ﺳﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺭﺍﺡ ﻓﻰ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ...
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً، ﻓﺘﻨﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ
ﻳﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﻞ ﺭﻥ ﺻﻮﺕ ﻓﻰ ﺃﺫﻧﻴﻪ" :ﻣﺎﺭﺗﻦ
ﺗﺮﻗﺐ، ﻓﻐﺪﺍً ﺁﺗﻰ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻚ"
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺒﻜﺮﺍً
ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﻠﻰ ﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ ﻭﻃﺒﺦ
ﺷﻮﺭﺑﺔ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﺛﻢ ﻟﺒﺲ ﻣﺮﻳﻠﺔ ﻭﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ ﻟﻴﻌﻤﻞ. ﻭﻟﻢ ﻳُﻨﺠﺰ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ، ﻭﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ
ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺮﻯ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺁﺗﻴﺎً... ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ
ﺣﺬﺍﺀ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺗﻄﻠﻊ ﻟﻴﺮﻯ ﺍﻟﻮﺟﻪ.
ﻣﺮ ﺧﺎﺩﻡ ﺛﻢ ﺳﻘﺎ ﺛﻢ ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﻳﺪﻋﻰ
ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﻒ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻓﺬﺓ
ﻣﺎﺭﺗﻦ...
ﺩﻗﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻳﺨﻴﻂ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻯ ﻓﻰ
ﻳﺪﻩ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺟﺪ
ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻭﻗﺪ ﺳﻨﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺮﻭﻑ ﻭﻗﺪ
ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﺓ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ...
ﻓﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺩﻋﺎﻩ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ
ﻭﺍﻹﺳﺘﺪﻓﺎﺀ... ﻓﺮﺩ" :ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺒﺎﺭﻛﻚ." ﻭﺩﺧﻞ
ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻔﺾ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻤﺴﺢ ﺣﺬﺍﺀﻩ،
ﻭﻛﺎﺩ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﺴﻨﺪﻩ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺗﻔﻀﻞ
ﺍﺟﻠﺲ ﻭﺍﺷﺮﺏ ﺍﻟﺸﺎﻯ"
ﺻﺐ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻮﺑﻴﻦ، ﺃﻋﻄﻰ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻟﻀﻴﻔﻪ ﻭﺃﺧﺬ
ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺳﺮﺡ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ، ﻣﻤﺎ ﺃﺛﺎﺭ
ﻓﻀﻮﻝ ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻓﺴﺄﻝ" :ﻫﻞ ﺗﻨﺘﻈﺮ
ﺃﺣﺪﺍً؟"
"ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﺮﺃ ﻓﻰ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﻟﻮﻗﺎ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻢ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ
ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ. ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﺇﺫﺍ ﺯﺍﺭﻧﻰ
ﻳﺴﻮﻉ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺳﺄﻓﻌﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﺳﺄﺳﺘﻘﺒﻠﻪ؟ ﻭﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎً ﻳﻬﻤﺲ
ﻓﻰ ﺃﺫﻧﻰ...ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻰ ﻓﺴﻮﻑ ﺁﺗﻴﻚ ﻏﺪﺍً"
ﺗﺪﺣﺮﺟﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ
ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻓﻘﺪ
ﺍﻧﻌﺸﺖ ﺭﻭﺣﻰ ﻭﺟﺴﺪﻯ.." ﺛﻢ ﺧﺮﺝ
ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻭﻋﺎﺩ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻼ ﺗﺮﻛﻴﺰ...
ﻭ ﺭﺃﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺳﻴﺪﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﻃﻔﻼً ﻓﻰ
ﺣﻀﻨﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ،
ﻓﺄﺳﺮﻉ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻭﺩﻋﺎﻫﺎ ﻟﻠﺨﺪﻭﻝ، ﻭﻓﻴﻤﺎ
ﻫﻰ ﺗﺴﺘﺪﻓﺊ ﺟﻬﺰ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ
ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﺑﺔ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺗﻔﻀﻠﻰ ﻛﻠﻰ ﻳﺎ
ﺳﻴﺪﺗﻰ." ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻰ ﺗﺄﻛﻞ ﻗﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﺎﻳﺘﻬﺎ
ﻗﺎﺋﻠﺔ" :ﺃﻧﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﻋﺴﻜﺮﻯ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﻭﻫﻮ ﺫﻫﺐ
ﻓﻰ
ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺛﻤﺎﻧﻰ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺣﺘﻰ
ﺍﻵﻥ... ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﺊ، ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﺷﺎﻝ ﻋﻨﺪﻯ
ﺭﻫﻨﺘﻪ ﺃﻣﺲ، ﻷﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻰ ﻭﻷﺑﻨﻰ"
ﺃﺧﺮﺝ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻣﻌﻄﻒ ﺛﻘﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ:
"ﺧﺬﻯ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﻪ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺘﺪﻓﺌﺔ
ﺍﻟﻄﻔﻞ." ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺩﺍﻋﻴﺔ
ﻟﻪ" :ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺒﺎﺭﻛﻚ"
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻭﺣﻜﻰ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻠﻤﻪ، ﻓﺮﺩﺕ:
" ﻭﻟﻢَ ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ، ﻓﻠﻴﺲ ﺷﺊ ﻋﺴﻴﺮﺍً ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﺮﺏ." ﻭﺩﻋﻬﺎ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺯﻭﺩﻫﺎ ﺑﺒﻌﺾ
ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﺘﺴﺘﺮﺩ ﺷﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺭﻫﻨﺘﻪ.
ﻋﺎﻭﺩ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﻻ ﺗﻨﻈﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ
ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻞ ﻫﻰ ﻣُﺜﺒﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ... ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﺗﺒﻴﻊ ﺗﻔﺎﺣﺎً ﻓﻰ ﺳَﺒَﺖ ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﺴَﺒَﺖ ﻋﻦ
ﻛﺘﻔﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪ ﻭﻟﺪ ﻓﻘﻴﺮ ﺗﺨﻄﻒ ﺗﻔﺎﺣﺔ،
ﺇﻻ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ ﺗﻀﺮﺑﻪ ﻭﺗﻬﺪﺩﻩ ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺀ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ.
ﺟﺮﻯ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﻗﺎﻝ:
"ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ، ﺍﺗﺮﻛﻰ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻷﺟﻞ ﺧﺎﻃﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ"، ﺃﻣﺎ ﻫﻰ ﻓﻘﺎﻟﺖ" :ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺮﻗﺔ، ﻻﺑﺪ
ﺃﻥ ﻳﺆﺩﺏ ﺍﻟﻮﻟﺪ"، ﻓﺮﺩ ﻣﺎﺭﺗﻦ" :ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺳﺮﻗﺔ
ﺗﻔﺎﺣﺔ، ﻓﻜﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﺎﺑﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻌﻠﻨﺎ
ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺪﺍﺭﻫﺎ." ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺑﺨﺠﻞ:
"ﻋﺪﻙ ﺣﻖ"
ﺃﺧﺬ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺗﻔﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻠﻮﻟﺪ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺇﻧﻰ ﺳﺄﺩﻓﻊ ﻟﻚ ﺛﻤﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ.
ﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻧﺤﻨﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟﺴﺒﺖ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ" :ﺩﻋﻴﻨﻰ ﺃﺣﻤﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﻳﺎ
ﺃﻣﺎﻩ، ﻓﺄﻧﺎ ﺫﺍﻫﺐ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻚ.
ﺩﺧﻞ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﻛﻠﺖ
ﻋﻴﻨﺎﻩ... ﻓﻮﺿﻊ ﺷﻐﻠﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻭﺃﺿﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ
ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺿﻌﻬﺎ
ﺑﺎﻷﻣﺲ، ﻭﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً ﻳﻘﻮﻝ" :ﺃﺗﻌﺮﻓﻨﻰ ﻳﺎ
ﻣﺎﺭﺗﻦ؟"
" -ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟"
" -ﺃﻧﺎ ﻫﻮ"
ﻭ ﻓﻰ ﺭﻛﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻇﻬﺮﺕ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ،
ﺛﻢ ﺑﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻃﻔﻠﻬﺎ، ﺛﻢ ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ
ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﺘﻔﺎﺣﺔ... ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻔﻮﺍ..
ﻓﺮﺡ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺟﺪﺍً ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻰ ﺍﻷﻧﺠﻴﻞ ﻓﻮﺟﺪ
ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
"ﻛﻨﺖ ﺟﻮﻋﺎﻧﺎً ﻓﺄﻃﻌﻤﺘﻤﻮﻧﻰ، ﻋﻄﺸﺎﻧﺎً
ﻓﺴﻘﻴﺘﻤﻮﻧﻰ، ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻓﺂﻭﻳﺘﻤﻮﻧﻰ"...
ﺛﻢ ﻗﺮﺃ ﺃﻳﻀﺎً" :ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﺑﺄﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ
ﻓﺒﻰ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺘﻢ"
ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻬﻢ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﺯﺍﺭﻩ ﻭﺃﻧﻪ
ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻰ

الأربعاء، 26 أغسطس 2015

أمراة تضع السم في رغيف خبز لعابر سبيل

يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت
يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع
الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي فقير يمر ليأخذه.

وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار
امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول ” الشر الذي تقدمه
يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” ..كل يوم......
كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات
” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود
إليك!”،

بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان
بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:“كل
يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا
يقصد؟”

في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت ” سوف أتخلص من هذا
الأحدب!” ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي
صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها
في الارتجاف ” ما هذا الذي أفعله؟!”.. قالت لنفسها فورا
وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز
آخر ووضعته على النافذة.

وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم ” الشر
الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”
وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل
المرأة.

كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تصلي
لابنها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولسنوات
عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت تتمنى عودته
لها سالما.

في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب
البيت مساء وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا
بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا
ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال ” إنها لمعجزة وجودي هنا،
على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء
لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب
بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر
الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!! وأثناء إعطاءه لي
قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي
اكبر كثيرا من حاجته”

بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وظهر الرعب على وجهها
واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم
صباحا!!لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي
أكله ولكان قد فقد حياته!
لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب ” الشر الذي تقدمه يبقى
معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”..

فافعل الخير ولا تتوقف عن فعله
حتى ولو لم يتم تقديره وقتها

لأنه في يوم من الأيام سيكاقئك الله عما فعلت سواء في حياتك الآن أو في السماء

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

قداسة البابا متاؤس الثالث البابا المائة

قداسة البابا متاؤس الثالث البابا المائة *

رهبنته بدير القديس مقاريوس:

كان أبواه مسيحيين من ناحية طوخ النصارى بإقليم المنوفية، خائفين الرب محبين للغرباء محسنين للفقراء والمحتاجين. رزقهم الله بالابن تادرس، فأحسنا تربيته وأدباه بكل أدب روحاني وعلماه كتب البيعة المقدسة في كُتّاب قريته "طوخ النصارى". وكانت نعمة الله حالة عليه، فانكبَّ على الدرس والتعليم المسيحي إلى أن حركته نعمة الله إلى السيرة الملائكية والحياة النسكية، فمضى إلى برية شيهيت وترهَّب بكنيسة القديس العظيم أبي مقار. جاهد في النسك والعبادة جهادًا بليغًا فسيم قسيسًا. تزايد في التقشف ونما في الفضيلة فسيم قمصًا ورئيسًا على الدير المذكور.

بابا الإسكندرية:

بعد قليل تنيح البابا يوأنس الخامس عشر البطريرك التاسع والتسعون، فاجتمع الأباء الأساقفة وجماعة الكهنة والأراخنة لاختيار من يصلح لاعتلاء الكرسي المرقسي، فهداهم رب الكنيسة إلى "القمص تادرس المقاري" الممتلئ محبة وصلاحا وعلما ومعرفة. تمت سيامته يوم الأحد 8 سبتمبر 1631 م. باسم "البابا متاؤس الثالث"، وكانت رسامته في أيام الأمير حسن قائمقام الوالي موسى باشا المخلوع.

انتعشت الكنيسة في حبرية البابا متاؤس بالصلاة والصوم فامتلأت ربوع البلاد سلامًا، وانطلق الشعب القبطي للتسبيح وسط رجل الله الذي جاب البلاد طولا وعرضًا. ولكن أوعزوا للوالي بضرورة أن يدفع البابا رسمًا معينًا سنويًا، وتشدد الوالي في طلبه من الأراخنة الذين اجتمعوا به، ولأن الله لا يترك نفسه بلا شاهد، وكما قال الكتاب "إن أرضت الرب طرق إنسان يجعل أعداؤه يسالمونه"، اندفع أحد اليهود بغيرة شديدة ودفع المبلغ المفروض عل البابا فورًا على أن يحصل عليه فيما بعد، وانقشعت الغمة.

بركة التسبيح والصلوات:

كانت الضيقة المالية التي عانت منها البطريركية إبان خدمته الدافع وراء التقاء البابا برعيته ورجوعه من رحلاته في صعيد مصر ممتلئ غبطة ومسرة، وانطلقت الألسن والعقول إلى عنان السماء بالتسبيح لرب الكنيسة، فظهرت صلوات التسبحة المقدسة قبطيًا وعربيًا مكتوبة بالألوان، ولأول مرة يصدر مخطوط عن تاريخ زيت الميرون وتقديسه، واستجابت السماء للصلاة والطلبة وزاد نهر النيل وعم الرخاء وانتعشت البلاد ورخصت الأسعار.

عاد النيل للانحسار وقلّت الأرزاق، ورفعت الكنيسة الصلوات كل يوم حتى انفرجت الأزمة، وفرحت الأرض وزادت المحصولات واصلحت الأحوال.

ليس غريبًا أن يصدر الوالي التركي أمرًا بهدم كنيسة كبرى في المحلة الكبرى استعظم على القبط اقتناؤها، ولما أراد أن يدارى سوء فعله بنى مدرسة مكانها.

مطران للأثيوبيين:

أما عن أثيوبيا، فلما عاودت الكنيسة الرومانية إخضاعها لسلطانها رفض الملك فاسيلاوس وطرد الرهبان الروم، وأرسل للبابا السكندري ليرسم مطرانًا للكنيسة فرسم لهم البطريرك القبطي "أنبا مرقس" مطرانًا للأثيوبيين الذي لاقى اضطهادات كثيرة رغم مساندة الملك.

نياحته:

في زيارته الرعوية إلى الوجه البحري زار برما وطنطا ثم اتجه إلى موطنه الأصلي طوخ النصارى الذي قابله شعبها بحفاوة بالغة، وطلبوا إليه أن يمكث وسطهم، فظل بينهم ما يقرب من العام. وفي سبت لعازر سنة 1646 م.، بعد أن انتهى من القداس الإلهي وبارك الشعب وصرفه دخل إلى حجرته ونام نومته الأخيرة ووجهه مشرقًا، مسلمًا روحه الهادئة في يد خالقها، راقدا في شيخوخة صالحة ودفن بكنيسة مارجرجس بطوخ دلكة (طوخ النصارى)، وكان ذلك في أيام السلطان إبراهيم الأول وكان والي مصر محمد باشا بن حيدر باشا

اغبى كلب

فوجئ جزار بكلب صغير يدخل عليه فسارع على طرده ثم عاد الكلب مرة اخرى وفي فمه ورقة صغيرة كتب عليها من “فضلك أريد فخذا من اللحم ونصف كيلو من الكبدة”!
وكان الكلب يحمل في فمه أيضا المبلغ المطلوب! دهش الجزار لما يراه, لكنه استجاب لما طلب منه, وعلي وجهه علامات الذهول, ووضع الطلب في كيس علق طرفه في فم الكلب. وبدافع الفضول قرر الجزار غلق محله وتتبع الكلب الذي كلما وصل إلي نقطة عبور مشاة توقف حتي تضيء الإشارة باللون الأخضر.وعندما وصل إلي محطة للحافلات راح ينظر نحو لوحة مواعيد وصول الأتوبيسات ثم قفز إلي الأتوبيس القادم فور توقفه. وقد لحقه الجزار- من دون تردد- وجلس علي مقربة منه, ولما اقترب الموظف لجمع التذاكر من الكلب أشار له الكلب إلي تذكرة بلاستيكية علقت في رقبته اكتفي الموظف بالنظر إليها ثم واصل سيره. لم يصدق الجزار وباقي الركاب ما يرون. وعند اقتراب الباص من المحطة القريبة للوجهة التي كان يقصدها الكلب, توجه إلي المقعد المجاور لسائق الباص وأشار إليه بذيله أن يتوقف. وأمام المحطة نزل الكلب بثقة كما ينزل كل الركاب, فانطلق نحو منزل قريب حاول فتح بابه فلما وجده مغلقا اتجه نحو النافذة وراح يطرقها. في أثناء ذلك, رأي الجزار رجلا ضخما يفتح باب المنزل صارخا وشاتما في وجه الكلب ثم لم يكتف بهذا, بل ركله بشدة كأنما أراد تأديبه. ولم يتمالك الجزار من المشهد فأسرع إلي الرجل صارخا: أليس في قلبك رحمة.. إن كلبك أذكي كلب شهدته. قال الرجل ساخطا: هذا الكلب ليس ذكيا بل هو عين الغباء, فهذه هي المرة الثانية في هذا الأسبوع التي ينسي فيها مفاتيح المنزل! القصة ليست للتسلية بل مغزاها أن هناك من يعمل بجد واجتهاد وأمانة واخلاص وقد يكون هم لاسعاد غيره لكنه للأسف لايجد التقدير أو علي الأقل كلمة شكرا لكن لاتنسى ان الهك لاينسى تعبك

كاهن في الدير

ﺫﻫﺐ ﻛﺎﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺮٍ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪِّﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧَّﻪ
ﺇﻧﺴﺎﻥٌ ﻛﺜﻴﺮِ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺃﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲ ﻭﻓﺎﺋﻖ
ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴَّﺔ ﻭﺃﻣَّﺎ ﺍﻷﺑﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺰﺭﻋﻮﻥ ﺍﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ
ﺍﻷﺏ :
- ﻭﻟﻜﻨَّﻜﻢ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺃﻻ ﺗﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻨﺎ ؟!
- ﺣﺴﻨﺎً ﺃﺟﻞ ﺇﻧَّﻨﺎ ﻧﺼﻠّﻲ .
- ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﺈﻧَّﻨﻲ ﻇﻨﻨﺘﻜﻢ ﺗﺼﻠﻮﻥ
ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ! ﺇﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟّﺘﻲ ﺃﻧﺘﻢ
ﻣﻨﺸﻐﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺎﺩﻳَّﺔٌ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ! ﻫﻞ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ
ﺑﺎﻟﻔﻼﺣﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ؟
- ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻓﺈﻧَّﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﻮَّﺻﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻮِّ ﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﻧﺰﺍﻝ ﺑﺸﺮﺍً ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻷﺣﺪ ﺍﻹﺧﻮﺓ :
- ﺃﺭﺷﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻣﺘﻰ
ﺗﺴﺘﺪﻋﻴﻪ !
ﻣﺮَّ ﺯﻣﺎﻥٌ ﻭﺣﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔُ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡِ . ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻵﺑﺎﺀ
ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻭﺃﻛﻠﻮﺍ ﻭﺃﻣَّﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻓﻘﺎﻝ :
- ﻻ ﺗﺪﻉ ﻓﺈﻧَّﻪ ﻣﺘﺴﺎﻣﻲ ﺟﺪَّﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺮﻭﺣﻴَّﺔ ! ﺩﻋﻪ ﻓﺈﻧَّﻪُ ﻳﺘﻐﺬَّﻯ ﺑﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ !
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻌﺪﺓ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺗﺘﻤﺮَّﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺭﻭﺣﻴﺎً ﻭﻟﻜﻨَّﻪ ﻛﺎﻧﺖ
ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻌﺪﺓٌ ﺃﻳﻀﺎً . ﻣﺎ ﺍﻟّﺬﻱ ﺳﻴﻔﻌﻠﻪ ﺍﻵﻥ ؟ ﻓﻘﺪ
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ ”: ﻣﺎ ﺍﻟّﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻜﻢ ﻳﺎ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﺣﺘَّﻰ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺩﻋﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ؟”
ﺣﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ . ﻭﺩﺧﻞ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺭﻏﺒﺔٌ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻷﻧَّﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻮﺍ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﻳﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﻤِّﻢ
ﺻﻼﺗﻪ ﻭﻻ ﺃﻱَّ ﺷﻲﺀٍ ﺁﺧﺮ . ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻟﻴﺄﻛﻠﻮﺍ
ﻣﺠﺪَّﺩﺍً ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﻋﻮﻩ . ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻷﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ :
- ﻣﻌﺬﺭﺓً ﻣﻨﻚ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺃﻻ ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻨﺪﻛﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ؟
- ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ؟ ﻟﻘﺪ ﺃﻛﻠﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .
- ﺃﻋﺬﺭﻧﻲ ، ﻭﻟﻜﻨَّﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺪﻋﻮﻧﻲ !
- ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺃﻧﺖ ﺃﺗﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥَّ ﻛﻞَّ ﺫﻟﻚ
ﻳُﻌﺪُّ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳَّﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻵﺛﻤﺔ
ﻭﺑﺄﻧَّﻚ ﺃﻧﺖ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻘﻂ

الاثنين، 24 أغسطس 2015

دموع ثمينة


تبدا القصة بسؤال لنا جميعا وهو ما هو أثمن شئى فى العالم ؟
قال الرب للملاك انزل وابحث عن ما هو اثمن شئ فى العالم...........فنزل الملاك وبحث عن ما هو أثمن شئى فى العالم

وبعد فترة رأى هناك جندى شجاع يحارب من اجل وطنة وفى ميدان المعركة كان ينزف دمة....فأخذ قطرة من دمة وصعد بها للسماء وقدمها للرب فبتسم الرب للملاك وقال له نعم هذا شئ غالى ولكنة ليس بأثمن شئ فى العالم.
.فنزل الملاك الى الأرض مرة خرى وبدا فى البحث عن ما هو أثمن شئ فى العالم.....

فرأى رجل صالح يعمل بكل جهده فى رجوع حقوق المظلومين ويعمل على العدل بين الناس فأخذ قطرة من عرقة وصعد بها للسماء الى اللة..
فنظر الية الرب بحنان وقال للملاك نعم هذا الشئى غالى ولكنة ليس ايضا أثمن شئ فى العالم

فنزل الملاك مرة خرى وأخذ يبحث فترة طويلة جدا عن ما هو أثمن شئى فى العالم..وفى أحد الايام رأى انسان شرير كان ينوى على قتل ونهب أسرة تسكن فى كوخ متواضع واقترب هذا الرجل الشرير الى نافذة الكوخ وهناك رأى أم تعلم طفلها الصغير كيف يصلى
وهنا سمع هذا الرجل صلاة الطفل وهو يقول يارب نجينا من كل شر
فسمع الرجل صلاة الطفل وأحس بكل شرورة
وهنا بكى على خطاياة فرأى الملاك دموعة وهى تسقط منة فأسرع وأمسك بها وصعد بها للسماء وقدمها للرب

فقال لة الرب نعم هذا أثمن شئ فى العالم
دموع التوبة أثمن شئى فى العالم لإنها مفتاح السماء......مثل دموع بطرس الرسول...وخرج خارجا وبكى بكاء مرا