ﻓﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﺎﺭﺗﻦ
ﺍﻹﺳﻜﺎﻓﻰ، ﻓﻰ ﺑﺪﺭﻭﻡ ﺫﻭ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻄﻞ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻭﺑﺮﻏﻢ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻷﺭﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻓﻘﻂ
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺬﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ
ﺃﺻﻠﺤﻬﺎ ﻟﻬﻢ... ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﻨﺎً ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺧﺎﻣﺎﺕ ﺟﻴﺪﺓ ﻭﻻ ﻳُﻄﺎﻟﺐ ﻳﺄﺟﺮ ﻛﺒﻴﺮ،
ﻓﺄﺣﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﻋﺪﺓ
ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻓﻰ ﺣﺰﻧﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﺗﺐ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﺜﻴﺮﺍً... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺟﺎﺀﻩ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺎﺭﺗﻦ" :ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،
ﺇﺗﻰ ﺃﻋﻴﺶ ﺑﻼ ﺭﺟﺎﺀ.."
ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ" :ﺇﻧﻚ ﺣﺰﻳﻦ ﻷﻧﻚ ﺗﻌﻴﺶ
ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻓﻘﻂ... ﺇﻗﺮﺃ ﻓﻰ ﺍﻷﻧﺠﻴﻞ ﻭﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎ
ﻫﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ"
ﺃﺷﺮﻯ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻣﻘﺪﺳﺎً ﻭﻋﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺃ ﻳﻘﺮﺃ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺗﻌﺰﻳﺔ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ... ﻭﻓﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ
ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻓﺘﺢ ﺍﻷﻧﺠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺼﻞ
ﻓﻰ ﻳﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻟﻮﻗﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺩﻋﺎ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﻰ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻴﺄﻛﻞ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻭﺳﻜﺒﺖ ﻃﻴﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻭﻏﺴﻠﺖ
ﺭﺟﻠﻴﻪ ﺑﺪﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻠﻔﺮﻳﺴﻰ" :ﺩﺧﻠﺖ
ﺑﻴﺘﻚ ﻭﻣﺎﺀ ﻟﺮﺟﻠﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﻂ ﺃﻣﺎ ﻫﻰ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﺖ
ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﺭﺟﻠﻰ ﻭ
ﻣﺴﺤﺘﻬﻤﺎ ﺑﺸﻌﺮ ﺭﺃﺳﻬﺎ، ﺑﺰﻳﺖ ﻟﻢ ﺗﺪﻫﻦ ﺭﺃﺳﻰ
ﺃﻣﺎ ﻫﻰ ﻓﻘﺪ ﻏﺴﻠﺖ ﺑﺎﻟﻄﻴﺐ ﻗﺪﻣﻰّ"..
ﺗﺄﻣﻞ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻪ" :ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﻰ ﻳُﺸﺒﻬﻨﻰ ﺗُﺮﻯ ﻟﻮ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻰ
ﻫﻞ ﺳﺄﺗﺼﺮﻑ ﻣﺜﻠﻪ؟"
ﺳﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺭﺍﺡ ﻓﻰ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ...
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً، ﻓﺘﻨﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ
ﻳﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﻞ ﺭﻥ ﺻﻮﺕ ﻓﻰ ﺃﺫﻧﻴﻪ" :ﻣﺎﺭﺗﻦ
ﺗﺮﻗﺐ، ﻓﻐﺪﺍً ﺁﺗﻰ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻚ"
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺒﻜﺮﺍً
ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﻠﻰ ﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ ﻭﻃﺒﺦ
ﺷﻮﺭﺑﺔ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﺛﻢ ﻟﺒﺲ ﻣﺮﻳﻠﺔ ﻭﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ
ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ ﻟﻴﻌﻤﻞ. ﻭﻟﻢ ﻳُﻨﺠﺰ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ، ﻭﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ
ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺮﻯ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺁﺗﻴﺎً... ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ
ﺣﺬﺍﺀ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺗﻄﻠﻊ ﻟﻴﺮﻯ ﺍﻟﻮﺟﻪ.
ﻣﺮ ﺧﺎﺩﻡ ﺛﻢ ﺳﻘﺎ ﺛﻢ ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﻳﺪﻋﻰ
ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﻒ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻓﺬﺓ
ﻣﺎﺭﺗﻦ...
ﺩﻗﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻳﺨﻴﻂ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻯ ﻓﻰ
ﻳﺪﻩ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺟﺪ
ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻭﻗﺪ ﺳﻨﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺮﻭﻑ ﻭﻗﺪ
ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﺓ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ...
ﻓﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺩﻋﺎﻩ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ
ﻭﺍﻹﺳﺘﺪﻓﺎﺀ... ﻓﺮﺩ" :ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺒﺎﺭﻛﻚ." ﻭﺩﺧﻞ
ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻔﺾ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻤﺴﺢ ﺣﺬﺍﺀﻩ،
ﻭﻛﺎﺩ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﺴﻨﺪﻩ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺗﻔﻀﻞ
ﺍﺟﻠﺲ ﻭﺍﺷﺮﺏ ﺍﻟﺸﺎﻯ"
ﺻﺐ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻛﻮﺑﻴﻦ، ﺃﻋﻄﻰ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻟﻀﻴﻔﻪ ﻭﺃﺧﺬ
ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺳﺮﺡ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ، ﻣﻤﺎ ﺃﺛﺎﺭ
ﻓﻀﻮﻝ ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻓﺴﺄﻝ" :ﻫﻞ ﺗﻨﺘﻈﺮ
ﺃﺣﺪﺍً؟"
"ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﺮﺃ ﻓﻰ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﻟﻮﻗﺎ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻢ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ
ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ. ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﺇﺫﺍ ﺯﺍﺭﻧﻰ
ﻳﺴﻮﻉ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺳﺄﻓﻌﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﺳﺄﺳﺘﻘﺒﻠﻪ؟ ﻭﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎً ﻳﻬﻤﺲ
ﻓﻰ ﺃﺫﻧﻰ...ﺍﻧﺘﻈﺮﻧﻰ ﻓﺴﻮﻑ ﺁﺗﻴﻚ ﻏﺪﺍً"
ﺗﺪﺣﺮﺟﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ
ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻓﻘﺪ
ﺍﻧﻌﺸﺖ ﺭﻭﺣﻰ ﻭﺟﺴﺪﻯ.." ﺛﻢ ﺧﺮﺝ
ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ ﻭﻋﺎﺩ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻼ ﺗﺮﻛﻴﺰ...
ﻭ ﺭﺃﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺳﻴﺪﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﻃﻔﻼً ﻓﻰ
ﺣﻀﻨﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ،
ﻓﺄﺳﺮﻉ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻭﺩﻋﺎﻫﺎ ﻟﻠﺨﺪﻭﻝ، ﻭﻓﻴﻤﺎ
ﻫﻰ ﺗﺴﺘﺪﻓﺊ ﺟﻬﺰ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ
ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﺑﺔ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﻭﻗﺎﻝ" :ﺗﻔﻀﻠﻰ ﻛﻠﻰ ﻳﺎ
ﺳﻴﺪﺗﻰ." ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻰ ﺗﺄﻛﻞ ﻗﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻜﺎﻳﺘﻬﺎ
ﻗﺎﺋﻠﺔ" :ﺃﻧﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﻋﺴﻜﺮﻯ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﻭﻫﻮ ﺫﻫﺐ
ﻓﻰ
ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺛﻤﺎﻧﻰ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺣﺘﻰ
ﺍﻵﻥ... ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﺊ، ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﺷﺎﻝ ﻋﻨﺪﻯ
ﺭﻫﻨﺘﻪ ﺃﻣﺲ، ﻷﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻰ ﻭﻷﺑﻨﻰ"
ﺃﺧﺮﺝ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻣﻌﻄﻒ ﺛﻘﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ:
"ﺧﺬﻯ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﻪ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺘﺪﻓﺌﺔ
ﺍﻟﻄﻔﻞ." ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺩﺍﻋﻴﺔ
ﻟﻪ" :ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺒﺎﺭﻛﻚ"
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻭﺣﻜﻰ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻠﻤﻪ، ﻓﺮﺩﺕ:
" ﻭﻟﻢَ ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ، ﻓﻠﻴﺲ ﺷﺊ ﻋﺴﻴﺮﺍً ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﺮﺏ." ﻭﺩﻋﻬﺎ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺯﻭﺩﻫﺎ ﺑﺒﻌﺾ
ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﺘﺴﺘﺮﺩ ﺷﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺭﻫﻨﺘﻪ.
ﻋﺎﻭﺩ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﻻ ﺗﻨﻈﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ
ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻞ ﻫﻰ ﻣُﺜﺒﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ... ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﺗﺒﻴﻊ ﺗﻔﺎﺣﺎً ﻓﻰ ﺳَﺒَﺖ ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﺴَﺒَﺖ ﻋﻦ
ﻛﺘﻔﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪ ﻭﻟﺪ ﻓﻘﻴﺮ ﺗﺨﻄﻒ ﺗﻔﺎﺣﺔ،
ﺇﻻ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ ﺗﻀﺮﺑﻪ ﻭﺗﻬﺪﺩﻩ ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺀ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ.
ﺟﺮﻯ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﻗﺎﻝ:
"ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ، ﺍﺗﺮﻛﻰ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻷﺟﻞ ﺧﺎﻃﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ"، ﺃﻣﺎ ﻫﻰ ﻓﻘﺎﻟﺖ" :ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺮﻗﺔ، ﻻﺑﺪ
ﺃﻥ ﻳﺆﺩﺏ ﺍﻟﻮﻟﺪ"، ﻓﺮﺩ ﻣﺎﺭﺗﻦ" :ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺳﺮﻗﺔ
ﺗﻔﺎﺣﺔ، ﻓﻜﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﺎﺑﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻌﻠﻨﺎ
ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺪﺍﺭﻫﺎ." ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺑﺨﺠﻞ:
"ﻋﺪﻙ ﺣﻖ"
ﺃﺧﺬ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺗﻔﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻠﻮﻟﺪ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺇﻧﻰ ﺳﺄﺩﻓﻊ ﻟﻚ ﺛﻤﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ.
ﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻧﺤﻨﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟﺴﺒﺖ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ" :ﺩﻋﻴﻨﻰ ﺃﺣﻤﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﻳﺎ
ﺃﻣﺎﻩ، ﻓﺄﻧﺎ ﺫﺍﻫﺐ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻚ.
ﺩﺧﻞ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﻛﻠﺖ
ﻋﻴﻨﺎﻩ... ﻓﻮﺿﻊ ﺷﻐﻠﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻭﺃﺿﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ
ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺿﻌﻬﺎ
ﺑﺎﻷﻣﺲ، ﻭﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً ﻳﻘﻮﻝ" :ﺃﺗﻌﺮﻓﻨﻰ ﻳﺎ
ﻣﺎﺭﺗﻦ؟"
" -ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟"
" -ﺃﻧﺎ ﻫﻮ"
ﻭ ﻓﻰ ﺭﻛﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻇﻬﺮﺕ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﺳﻄﻔﺎﻧﻮﺱ،
ﺛﻢ ﺑﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻃﻔﻠﻬﺎ، ﺛﻢ ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ
ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﺘﻔﺎﺣﺔ... ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻔﻮﺍ..
ﻓﺮﺡ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺟﺪﺍً ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻰ ﺍﻷﻧﺠﻴﻞ ﻓﻮﺟﺪ
ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
"ﻛﻨﺖ ﺟﻮﻋﺎﻧﺎً ﻓﺄﻃﻌﻤﺘﻤﻮﻧﻰ، ﻋﻄﺸﺎﻧﺎً
ﻓﺴﻘﻴﺘﻤﻮﻧﻰ، ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻓﺂﻭﻳﺘﻤﻮﻧﻰ"...
ﺛﻢ ﻗﺮﺃ ﺃﻳﻀﺎً" :ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﺑﺄﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ
ﻓﺒﻰ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺘﻢ"
ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻬﻢ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﺯﺍﺭﻩ ﻭﺃﻧﻪ
ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻰ
الخميس، 27 أغسطس 2015
ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺍﻹﺳﻜﺎﻓﻰ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق