منذ زمن طويل كانت هناك سمكة، كانت تعيش فى مياه البحر الزرقاء العميقة .ولكن هذة السمكة لم تكن مجرد سمكة عادية. لكنها كانت أجمل سمكة فى المحيط كله. كانت تغطى جسمها قشور ملونة تضوى بألوان زرقاء وخضراء وبنفسجى.
وكانت توجد أيضاً بين هذة القشور ، قشور فضية لامعة تتلألأ فى روعة وجمال.
و كانت كل الأسماك الأخرى مندهشة من جمال هذة السمكة ومتعجبة من قشورها الفضية.
فأطلقوا على هذة السمكة اسم (سمكة قوس قزح ) وكانت كل الأسماك تنادى عليها:
تعالى ، تعالى أيتها السمكة الجميلة ، يا سمكة قوس قزح تعالى العبى معنا.
ولكن السمكة الجميلة كانت تكتفى بالصمت ولا تفعل شيئاً سوى أن تنساب بخفة لتمر من وسطهم فى صمت. وقشورها تومض بوميض رائع.
وفى يوم من الأيام أتت وراءها سمكة زرقاء صغيرة ونادت عليها : " يا سمكة قوس قزح " انتظرينى !
وأقتربت منها وقالت لها :
من فضلك اعطينى واحدة فقط من قشورك الفضية اللامعة ! انها قشور رائعة وجميلة وانت عندك منها الكثير .
وصرخت سمكة قوس قزح :
تريدين منى أن أعطيك واحدة من قشورى الفضية؟!
انها قشورى أنا ! انها قشور مميزة وخاصة بى وحدى!
ماذا تظنين، من أنت حتى تطلبى منى ذلك؟
وفوجئت السمكة الصغيرة بهذا الرد، فابتعدت حزينة ومصدومة عن سمكة ( قوس قزح) .
كانت السمكة الصغيرة غاضبة وحزينة ، واخذت تحكى لأصدقائها جميعهم ما حدث .
ومنذ ذلك الوقت فصاعداً لم تعد أى سمكة تقترب من سمكة " قوس قزح " .
لم يعد لأى سمكة شأن بها .وكانوا يبتعدون عنها حين يمرون بها أو تسبح هى بجانبهم .
هكذا صارت السمكة الجميلة وحيدة ، صارت أكثر سمكة وحيدة ومعزولة فى المحيط كله.
وفكرت فى نفسها :
ما فائدة القشور الجميلة بوميضها ولمعانها ، اذا لم يكن هناك من يراها أو يعجب بها ؟!
وفى يوم تقابلت مع سمكة ( نجم البحر ) وأخذت تحدثها عن متاعبها وسألتها:
انا فعلاً سمكة جميلة: لماذا لا يحبنى أحد؟
وقالت سمكة ( نجم البحر ) :
لا أستطيع أن أجيبك على هذا، ولكن اذا ذهبتى خلف هذة الصخور ستجدين كهفاً عميقاً وهناك ستقابلين الأخطبوط الحكيم ربما أستطاع أن يساعدك.
و أسرعت السمكة الجميلة تبحث عن هذا الكهف حتى وجدته ، وكان مظلماً من الداخل فلم تستطيع أن ترى أى شىء فى الظلام وفجأة ظهر الأخطبوط أمامها .
وقبل أن تنطق سمكة ( قوس فزح ) بأى كلمة ، قال الأخطبوط فى صوت عميق :
أنا فى انتظارك من وقت طويل لقد أخبرتنى أمواج البحر عن حكايتك وهذة هى نصيحتى لك:
اعطى كل سمكة واحدة من قشورك الفضية اللامعة ، لن تعودى بعد ذلك أجمل سمكة فى البحر ولكنك ستكتشفين كيف تكونى سعيدة .
وبدأت سمكة ( قوس قزح) تقول :
" لا ، لا أستطيع أن ........
ولكن الأخطبوط كان قد أختفى تماماً
" استغنى عن قشورى ؟ قشورى الفضية الجميلة ؟"
ابداً !
كيف يمكن أن أكون سعيدة بدونهم؟! "
هكذا فكرت السمكة الجميلة فى نفسها .
وبينما السمكة الجميلة مستغرقة فى أفكارها،أحست بلمسة خفيفة من خلفها كانت السمكة الزرقاء الصغيرة قد عادت ثانية اليها وقالت بصوت متهدج ضعيف :
من فضلك يا سمكة قوس قزح ، من فضلك لا تغضبى ، أنا فقط أريد قشرة واحدة صغيرة ، أصغر قشرة عندك !
وأخذت سمكة قوس قزح تسبح جيئة وذهاباً وفكرت فى نفسها :
قشرة واحدة فقط ، صغيرة جداً جداً حسناً ، ربما قشرة واحدة وصغيرة لا تسبب لى أى خسارة .
وبحرص شديد انتزعت سمكة ( قوس قزح ) أصغر قشرة على جسمها وقدمتها إلى السمكة الصغيرة وقفزت السمكة الصغيرة بكل سعادة وفرح بينما راحت تثبت القشرة الفضية اللامعة بين قشورها الزرقاء وصاحت : أشكرك ، أشكرك جداً
وأحست سمكة قوس قزح بشعور غريب لأول مرة . وأخذت لوقت طويل ، تراقب السمكة الصغيرة وهى تقفز وتعود ذهاباً وعودة بقشرتها الجديدة اللامعة فى الماء .
وأسرعت السمكة الصغيرة تعوم مبتعدة قليلاً وقشرتها الجميلة تلمع .
ولم يمر وقت طويل حتى كانت سمكة " قوس قزح " محاطة بأسماك كثيرة ، كل السمك الآخر .
كل سمكة منهم تريد قشرة لامعة !
وأخذت سمكة قوس قزح توزع قشورها يميناً ويساراً وكلما أعطت من قشورها كلما أحست بسعادة غامرة وحين امتلأ الماء حولها بالقشور اللامعة تتلألأ بوميض جميل أحست ، أخيراً ، أنها بين أهلها ، أحست بالإطمئنان والحب نحو الأسماك كلها.
وفى النهاية تبقى لسمكة (قوس قزح ) قشرة واحدة لامعة .
لقد ذهبت عنها كل ( قشورها ) الثمينة ولكنها مع ذلك صارت سعيدة .
ونادت الأسماك عليها :
تعالى ، تعالى يا سمكة قوس قزح ، تعالى العبى معنا!
وردت السمكة الجميلة :
أنا آتية اليكم وانطلقت غاطسة فى الماء سابحة تنشر الماء حولها تعود فى فرح تنضم إلى أصدقائها
الخميس، 20 أغسطس 2015
سمكة قوس قزح !!! .......... مستنين رائيكم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق