كان راهب سائرًا مرة في البرية الداخلية فوجد جمجمة إنسان مطروحة أرضًا. فوقف عندها، ثم حرّكها بعصاه وبدأ يبكي ورفع عينيه إلى السماء في تضرع بلجاجة شديدة طالبًا من السيد المسيح أن يُعلمه بقصة صاحب هذه الجمجمة، ثم حرّكها ثانية وخاطبها: “أسألك باسم المسيح أن تتكلمي”. فخرج صوت من الجمجمة قائلاً: ماذا تريد مني؟
فقال لها: أريد أن أعرف تاريخ صاحبك.
فقالت له الجمجمة: لقد كان صاحبي رئيسًا لهذه الأماكن، وكانت هنا بلاد ومدن كثيرة. فتعجب الراهب وسألها: ماذا كان اعتقادكم؟
أجابت: “كنا نؤمن بالأصنام، ولطالما اعتبرنا أن المال والسلطة والقوة هي أعظم ما في الوجود، فعشنا حياة ترف وفحش، وكنا نقيم حفلات لا يقدر أحد أن يصنع مثلها، وكانت المملكة عظيمة جدًا، وها أنا اليوم على الحال التي ترى يا أبانا القديس”. ولما سمع ذلك القديس بكى بكاءً عظيمًا ثم سأل: وما هو حالكم اليوم؟
فقالت: “نحن في عذاب شديد لأننا لم نعرف الله، ولكنه عذاب أخف وطأة من الذين عرفوا الله وآمنوا به ثم جحدوه”. فتألم الراهب كثيرًا ثم تركها ومضى عائدًا إلى قلايته يصلّي لخلاص
السبت، 8 أغسطس 2015
الراهب والجمجمة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق