ﺫﻫﺐ ﻛﺎﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺮٍ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪِّﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧَّﻪ
ﺇﻧﺴﺎﻥٌ ﻛﺜﻴﺮِ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺃﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲ ﻭﻓﺎﺋﻖ
ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴَّﺔ ﻭﺃﻣَّﺎ ﺍﻷﺑﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺰﺭﻋﻮﻥ ﺍﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ
ﺍﻷﺏ :
- ﻭﻟﻜﻨَّﻜﻢ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺃﻻ ﺗﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻨﺎ ؟!
- ﺣﺴﻨﺎً ﺃﺟﻞ ﺇﻧَّﻨﺎ ﻧﺼﻠّﻲ .
- ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﺈﻧَّﻨﻲ ﻇﻨﻨﺘﻜﻢ ﺗﺼﻠﻮﻥ
ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ! ﺇﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟّﺘﻲ ﺃﻧﺘﻢ
ﻣﻨﺸﻐﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺎﺩﻳَّﺔٌ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ! ﻫﻞ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ
ﺑﺎﻟﻔﻼﺣﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ؟
- ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻓﺈﻧَّﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﻮَّﺻﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻮِّ ﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﻧﺰﺍﻝ ﺑﺸﺮﺍً ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻷﺣﺪ ﺍﻹﺧﻮﺓ :
- ﺃﺭﺷﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻣﺘﻰ
ﺗﺴﺘﺪﻋﻴﻪ !
ﻣﺮَّ ﺯﻣﺎﻥٌ ﻭﺣﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔُ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡِ . ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻵﺑﺎﺀ
ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻭﺃﻛﻠﻮﺍ ﻭﺃﻣَّﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻓﻘﺎﻝ :
- ﻻ ﺗﺪﻉ ﻓﺈﻧَّﻪ ﻣﺘﺴﺎﻣﻲ ﺟﺪَّﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺮﻭﺣﻴَّﺔ ! ﺩﻋﻪ ﻓﺈﻧَّﻪُ ﻳﺘﻐﺬَّﻯ ﺑﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ !
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻌﺪﺓ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺗﺘﻤﺮَّﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺭﻭﺣﻴﺎً ﻭﻟﻜﻨَّﻪ ﻛﺎﻧﺖ
ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻌﺪﺓٌ ﺃﻳﻀﺎً . ﻣﺎ ﺍﻟّﺬﻱ ﺳﻴﻔﻌﻠﻪ ﺍﻵﻥ ؟ ﻓﻘﺪ
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ ”: ﻣﺎ ﺍﻟّﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻜﻢ ﻳﺎ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﺣﺘَّﻰ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺩﻋﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ؟”
ﺣﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ . ﻭﺩﺧﻞ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺭﻏﺒﺔٌ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻷﻧَّﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻮﺍ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﻳﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﻤِّﻢ
ﺻﻼﺗﻪ ﻭﻻ ﺃﻱَّ ﺷﻲﺀٍ ﺁﺧﺮ . ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻟﻴﺄﻛﻠﻮﺍ
ﻣﺠﺪَّﺩﺍً ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﻋﻮﻩ . ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻷﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ :
- ﻣﻌﺬﺭﺓً ﻣﻨﻚ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺃﻻ ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻨﺪﻛﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ؟
- ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ؟ ﻟﻘﺪ ﺃﻛﻠﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .
- ﺃﻋﺬﺭﻧﻲ ، ﻭﻟﻜﻨَّﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺪﻋﻮﻧﻲ !
- ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺃﻧﺖ ﺃﺗﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥَّ ﻛﻞَّ ﺫﻟﻚ
ﻳُﻌﺪُّ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳَّﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻵﺛﻤﺔ
ﻭﺑﺄﻧَّﻚ ﺃﻧﺖ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻘﻂ
الثلاثاء، 25 أغسطس 2015
كاهن في الدير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق