الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

كاهن في الدير

ﺫﻫﺐ ﻛﺎﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺮٍ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪِّﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧَّﻪ
ﺇﻧﺴﺎﻥٌ ﻛﺜﻴﺮِ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺃﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲ ﻭﻓﺎﺋﻖ
ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻴَّﺔ ﻭﺃﻣَّﺎ ﺍﻷﺑﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺰﺭﻋﻮﻥ ﺍﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ
ﺍﻷﺏ :
- ﻭﻟﻜﻨَّﻜﻢ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺃﻻ ﺗﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻨﺎ ؟!
- ﺣﺴﻨﺎً ﺃﺟﻞ ﺇﻧَّﻨﺎ ﻧﺼﻠّﻲ .
- ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﺈﻧَّﻨﻲ ﻇﻨﻨﺘﻜﻢ ﺗﺼﻠﻮﻥ
ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ! ﺇﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟّﺘﻲ ﺃﻧﺘﻢ
ﻣﻨﺸﻐﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺎﺩﻳَّﺔٌ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ! ﻫﻞ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ
ﺑﺎﻟﻔﻼﺣﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ؟
- ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻓﺈﻧَّﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﻮَّﺻﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻮِّ ﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﻧﺰﺍﻝ ﺑﺸﺮﺍً ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻷﺣﺪ ﺍﻹﺧﻮﺓ :
- ﺃﺭﺷﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻣﺘﻰ
ﺗﺴﺘﺪﻋﻴﻪ !
ﻣﺮَّ ﺯﻣﺎﻥٌ ﻭﺣﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔُ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡِ . ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻵﺑﺎﺀ
ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻭﺃﻛﻠﻮﺍ ﻭﺃﻣَّﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻓﻘﺎﻝ :
- ﻻ ﺗﺪﻉ ﻓﺈﻧَّﻪ ﻣﺘﺴﺎﻣﻲ ﺟﺪَّﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺮﻭﺣﻴَّﺔ ! ﺩﻋﻪ ﻓﺈﻧَّﻪُ ﻳﺘﻐﺬَّﻯ ﺑﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ !
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻌﺪﺓ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺗﺘﻤﺮَّﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺭﻭﺣﻴﺎً ﻭﻟﻜﻨَّﻪ ﻛﺎﻧﺖ
ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻌﺪﺓٌ ﺃﻳﻀﺎً . ﻣﺎ ﺍﻟّﺬﻱ ﺳﻴﻔﻌﻠﻪ ﺍﻵﻥ ؟ ﻓﻘﺪ
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ ”: ﻣﺎ ﺍﻟّﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻜﻢ ﻳﺎ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﺣﺘَّﻰ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺩﻋﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ؟”
ﺣﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ . ﻭﺩﺧﻞ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺭﻏﺒﺔٌ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻷﻧَّﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻮﺍ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﻳﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﻤِّﻢ
ﺻﻼﺗﻪ ﻭﻻ ﺃﻱَّ ﺷﻲﺀٍ ﺁﺧﺮ . ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻟﻴﺄﻛﻠﻮﺍ
ﻣﺠﺪَّﺩﺍً ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﻋﻮﻩ . ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻷﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﺮ :
- ﻣﻌﺬﺭﺓً ﻣﻨﻚ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺃﻻ ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻨﺪﻛﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺮ ؟
- ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ؟ ﻟﻘﺪ ﺃﻛﻠﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ .
- ﺃﻋﺬﺭﻧﻲ ، ﻭﻟﻜﻨَّﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺪﻋﻮﻧﻲ !
- ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺃﻧﺖ ﺃﺗﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥَّ ﻛﻞَّ ﺫﻟﻚ
ﻳُﻌﺪُّ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳَّﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻵﺛﻤﺔ
ﻭﺑﺄﻧَّﻚ ﺃﻧﺖ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻘﻂ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق