السبت، 15 أغسطس 2015

سهرة روحية في احدى الكنائس

أقامت إحدى الكنائس سهرة روحية تخللها مسرحيات وترانيم تحتفل بالرب يسوع المسيح. كان بين الحضور شاعرٌ شهيرٌ معروفٌ في الأوساط الأدبية. خلال السهرة، مال راعي الكنيسة إلى الشاعر الشهير وطلب منه قائلًا: سيدي، هل تستطيع أن تتلو على مسامعنا المزمور الثالث والعشرين؟

إن ذلك يسرّني للغاية، أجاب الشاعر.

كان الجميع سكوتا وهم يسمعون ذلك الأديب الشهير يتلو المزمور الثالث والعشرين بصوت وقور وإلقاء أديب رائع يخلو من أي عيبٍ. حين أنهى الشاعر إلقاءه، وقف الجميع وصفقوا له بشدّة، طالبين منه أن يعيد ذلك الإلقاء الرائع.
أجاب الشاعر: "أشكركم أيها الأحباء، لكن لا بد أن أعطي فرصة لغيري. هل من بينكم، من يحب أن يلقي على مسامعنا هذا المزمور الرائع؟ " وقف شيخٌ عجوزٌ كانت سنون الحياة قد أحنت ظهره وأثقلت مشيته. تقدم ببطء نحو المنصة، وبصوت ضعيفٍ مرتجفٍ قال:

الرب راعي فلا يعوزني شيئ . في مراع خضر يربضني . إلى مياه الراحة يوردني . يرد نفسي. يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه . أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني . ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي. مسحت بالدهن رأسي. كأسي ريا . إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام.

خيّم هدوءٌ عظيم على القاعة حين أنهى ذلك الشيخ كلامه. ثم سُمع صوت غصاتٍ ضعيفة، بينما كان الجميع يمسحون دموعهم بسكوتٍ. بعد بضع لحظاتً، وقف الشاعر وعيناه تترقرقان بالدموع، وقال:

"أيها الأخوة، لديّ اعترافٌ أُقدمه لكم. أنا أعرف ذلك المزمور جيدًا، لكن هذا الشيخ يعرف الراعي الصالح الذي يتكلم عنه المزمور جيدًا.
____________________________

أخي وأختي، أنْ تعرِفَ عن الرب يسوع المسيح لا يعني أنك قد عرفته شخصيا. أنْ تعرِفَ الكتاب المقدس لا يعني أنك قد اختبرت قوة الكلمة في حياتك فعليًا. كان شاول الطرسوسي يعرف الكثير عن المسيح، لكنّه لم يعرفه شخصيا، إلا حين التقاه الرب في طريق دمشق وغيّر قلبه وأعطاه قلبا جديدا، واسمًا جديدًا، وهدفا جديدا في الحياة.

إن اختبار المعرفة الحقيقية، للرب يسوع المسيح، هو أن تنظر لنفسك كما يراك الرب، إنسانا خاطئًا بحاجة إلى الخلاص. هو أيضا، أن ترى الرب يسوع على حقيقته، ابن الله، الذي تجسّد، لكي يفديك على الصليب، ويقرّبك لله. إن المعرفة الشخصية للرب يسوع، هي أن تقبله مخلصا شخصيا لك أنت، وأن تجعله سيدًا على حياتك، وأن تستمتع بدفءِ محبته وحنان صدره لأنه هو راعيك الصالح وأنت خروفه حبيب قلبه.

لا بد أن هذه العلاقة الشخصية ستغيّر تفكيرك ورؤيتك، بل حتى وكلامك. حين تتكلم عن الرب يسوع المسيح، هل يرى فيك الآخرون هذه المعرفة الشخصية والاختبار الفعلي للراعي الصالح؟ هل يرون فيك خروفا سعيدا هانئا محمولا على الأذرع الأبدية؟

إن لم يكن كذلك، فلماذا لا تدعو الرب أن يسكن في قلبك اليوم. حينئذٍ تقدر أن تقول بثقة وسعادة وسلام،

"الرب راعيّ... نعم، إنه راعيّ أنا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق